ياسر محمد – حرية برس
قالت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلاً عن مصادر مطلعة، إن موسكو أمهلت أنقرة حتى انعقاد القمة الروسية – التركية – الفرنسية – الألمانية في 7 أيلول المقبل لحسم ملف إدلب.
ولم يخرج اجتماع “أستانا 10” الذي عُقد في “سوتشي” الروسية يومي 30 و31 من تموز المنصرم، بأي اتفاق واضح حول مصير إدلب بين الضامنين الثلاثة (تركيا وروسيا وإيران)، بل بقي الملف مفتوحاً على كافة الاحتمالات، خصوصاً بعد تصعيد روسيا وتصريحاتها اليومية بأنها عازمة على “القضاء على الإرهابيين” في إدلب، متذرعة بوجود “تنظيم القاعدة، جبهة النصرة” في المحافظة.
وفيما عملت تركيا على الضغط باتجاه تشكيل “جيش موحد” يضم أكثر من 70 ألف مقاتل من كبرى فصائل الشمال، باستثناء هيئة تحرير الشام، يواصل النظام حشد قواته وميليشياته على محاور إدلب الغربية والشرقية والشمالية، تزامناً مع تصريحات إعلامية متزايدة بقرب اقتحام إدلب، وهو ما ستمنعه روسيا حتى تنفد الفرصة التركية – وفق مصادر مطلعة-، إلا أنه في حال فشل تركيا في إيجاد حل لإقصاء (جبهة النصرة)، فإن الهجوم قادم مع بدايات الخريف.
الغموض الذي يلف مصير نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون من سكان المحافظة والمُهجّرين إليها، دعا أحد أشهر عرّابي “المصالحات” لاستغلال المخاوف والدعوة إلى عقد “مصالحات” قبل فوات الأوان، وفق زعمه، وقال المدعو “عمر رحمون” في تغريدة على تويتر: “بدأت التجهيزات العسكرية لمعركة النصر في إدلب. باب المصالحة مفتوح لمن يرغب. ومن يريد الحرب فليتفضل إلى الميدان”. مضيفاً في تلميح خطير: “ستكون معركة غير تقليدية هذه المرة. وأعدكم بأن الجيش العربي السوري سيرفع العلم على باب الهوى بمدة لا تتجاوز 10/ 15 من هذا العام”.
وفي تغريدة أخرى، قلل عراب المصالحات المعروف “رحمون” من قيمة انتشار نقاط المراقبة التركية في محيط إدلب، وكل ذلك بهدف دب الرعب في قلوب المدنيين ووهن العزائم وكسب المعركة إعلامياً، وهو نهج اتبعه في “مصالحات” قادها بأرياف حماة وحمص سابقاً.
يذكر أن الإعلام الروسي يسوّق لهجوم كبير على إدلب بحلول شهر أيلول القادم، ويقلل من قدرة تركيا على تجاوز أزمة إيجاد حل لـ”جبهة النصرة”، إلا أن تركيا تعمل على تعزيز نقاط مراقبتها في إدلب وتجهيز مشافٍ ومهابط مروحيات، في ظل تكتم إعلامي عما تقوم به سياسياً وعسكرياً بخصوص إدلب، وفي هذا السياق بحث وزير الخارجية التركي جاووش أوغلو مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو ملف إدلب على هامش لقاء جمعهما أمس الجمعة، إلا أن الوزير التركي لم يدلِ بأي تفاصيل بعد الاجتماع.
عذراً التعليقات مغلقة