حتى الآن لم يجد الكثيرون سبباً مقنعاً لتهافت الشباب للارتماء في أحضان عصابة لم تدخر وسيلة لقتلهم أو على أقل تقدير إذلالهم، وكما يبدو بأن لكل مُصالح مصلحة تدفعه ليرخي رقبته تحت حذاء قذر، ومن لم يجد سبباً لتنتمائه لهذا القطيع يحاول إقناع نفسه أولاً بأكاذيب ومصطلحات فشل الثورة ولصوصية المعارضة وتخوين الفصائل.
ولو افترضنا عمومية هذه المصطلحات التي يتشدق بها حتى بعض من اختار عدم مصالحة المجرم إلا أن ذلك ليس بكافٍ أن يتخلى الإنسان عن إنسانيته ويتحول إلى وحش مفترس ليرضي سيده أولاً ونفسه المريضة التي شفيت لفترة قصيرة ثم ظهر بأنها مصابة بمرض عضال وهو العبودية المطلقة.
لا يمكن القول إن كل من بقي في كنف النظام هو راضٍ عن ممارساته هو وأتباعه؛ وفي المقابل ليس كل من رفض مصالحة النظام وهجر بلده فهو كارهٌ له، إلا أن المفارقة الكبيرة هي في أن الكثير ممن اختاروا البقاء أصبحوا يتسابقون لإظهار ولائهم لسيدهم لأن ثقافة العبودية تتطلب منهم التنصل من الأخلاق وإطاعة أوامر السيد فقط، لذلك نرى أن كل من اختار حالة العبودية المطلقة يعتبر جميع أقرانه وضيعين مثله ولا يقبل السيادة من أحد منهم، وإذا وجد أن أحد هؤلاء العبيد قد يطمح إلى السيادة فتراه يلبي نداء الواجب في منعه حتى لو وصل الأمر لقتله.
عذراً التعليقات مغلقة