من معارك حصار حمص إلى حلبة المنافسة مع لاعب إيراني

فريق التحرير12 أغسطس 2018آخر تحديث :
على اليمين اللاعب الإيراني مهدي رحماني، على اليسار اللاعب السوري نضال الفاخوري – انترنت

عائشة صبري – حرية برس:

تشهد ولاية مرسين التركية لقاءً رياضياً مرتقباً يجمع لاعب سوري، كان يشغل قائداً ثورياً في مدينة حمص ’’عاصمة الثورة السورية‘‘ مع لاعب إيراني يفتخر بولائه لـ’’الحرس الثوري الإيراني‘‘ الذي يُقاتل إلى جانب نظام الأسد، ومن المُزمع عقد اللقاء في مجال “الكيك بوكسنغ” بوزن (91) كيلو غرام عند الساعة السادسة مساء يوم السابع عشر من شهر آب/أغسطس المقبل.

ويقول اللاعب السوري “نضال محمد الفاخوري” (35 عاماً) بحوار خاص مع ’’حرية برس‘‘، إنّ ’’حلم حياتي هو اللعب مع الاعب الإيراني المدعو (مهدي رحماني)، فاللعبة أنتظرها بفارغ الصبر ليس كي توصلني للعالمية، بل لأنّ المنافس الإيراني يعني لي الكثير، ومعنوياتي عالية جداً، وبالنسبة لي، فأنا واثقٌ من الفوز، لأرفع علم الثورة في حلبة المواجهة، وسأنتقم لشهدائنا الأحرار، فالانتقام هو هدفي الأول، ثمَّ المتابعة في رياضتي التي أحبّها‘‘.

وأوضح الفاخوري أنّ اللاعب الإيراني تابع مباراته البطولية الأولى مع البطل التركي “أوزانج سيرملي” قبل نحو خمسة أشهر والتي فاز بها “الفاخوري”، وعندما تتبع الإيراني صفحته على الفيس بوك والانستغرام، كانت له المفاجأة بأنّه سيُقاتل شخصاً من الجيش الحرّ، فانقلبت المنافسة إلى عنصرية، وعلّق اللاعب الإيراني قائلاً على صفحته في الانستغرام: (سأخرجه من الحلبة ميتاً).

ولفت الفاخوري إلى أن تصرف اللاعب الإيراني قد زاد حماسه لخوض المباراة، حيث يخضع يومياً لتدريب قاسي، يبدأُه من الساعة الخامسة والنصف للثامنة صباحاً، ثم ساعة تدريب ظهراً ثم من الخامسة للعاشرة مساءً.

وأضاف القيادي السابق في الجيش الحرّ قائلاً: ’’استطعت اللعب على حلبة في تركيا تُعتبر أوروبية لا يقف عليها سوى الأبطال، وذلك خلال فترة تدريبيّة عام ونصف العام، فالرياضة هوايتي منذ أن كنت في السعودية ولدي محلّ تجاري (معرض باريس غالري) وسيّارتي الحديثة، ولم يتوقع أحد أن أترك الرفاهية التي كنت أعيش بها هناك، وأعود إلى حمص لأساهم في الثورة عند اندلاعها‘‘.

وأشار الفاخوري إلى أنه قد باع أملاكه في السعودية، ليشتري بحقها سلاح وينشئ كتيبة تتبع للجيش الحر في حمص، موضحاً ’’عشت عاميين من الحصار الجائر، كما فقدت زوجتي وشقيقي أثناء ذلك، ولدي أربعة أولاد، وشقيقي لديه أربعة أولاد، فتزوجت أرملة شقيقي بعد خروجي من الحصار‘‘.

وبيّن الفاخوري أنه ’’رغم كلّ شيء لم أتخلّى عن هوايتي في الرياضة، وعند وصولي إلى ريف حمص الشمالي، في أيار/مايو 2014، بعد المؤامرة التي أُحِيكَتْ ضدّ ثوار حمص، وأفضت إلى خروجهم منها، تركت العمل المسلّح، وهاجرت إلى تركيا، ليستقر بي الحال في مدينة مرسين، وبدأت التدريب في رياضة (الكيك بوكسينغ)، وظنّ الأتراك أنّي بطل سوريا سابقاً، إنّما الدافع الكبير لدي جعلني أتفوق، وفزت ببطولتي الأولى على البطل التركي‘‘.

وذكر الفاخوري بحديثه عن الحصار قائلاً: ’’كنت قائد كتيبة (أحرار خالد ابن الوليد) التابعة لكتائب الفاروق، وبدايةً كنت مرابط عند نقطة أمام منزلي الكائن في حي الخالدية – كرم شمشم، وبعدها انتقلت مع عناصر كتيبتي إلى حي باب هود الجبهة الأصعب في المدينة، حيث كان كلّ قيادي يدخل باب هود لا يبقى أكثر من 24 ساعة ويغادرها بسبب صعوبتها، لعدم وجود أبنية فيها، فهي عبارة عن بيوت قديمة وعربية مصنوعة من اللبن‘‘.

واختتم الفاخوري حديثه، ’’بعد خروجي من حي الخالدية بعد عدة أيّام، سيطرت مليشيات الأسد عليه، وعندما دخلنا إلى حي باب هود توقفت الجبهة، ولَم أتركها أنا وكتيبتي، وكتائب الفاروق إلى حين خروجنا من الحصار إلى الريف، مشيراً إلى أنّه من أبرز ما حدث بتلك المنطقة، هو رميه لغماً بمجموعة من المليشيات مما أدى إلى مقتل 13 عنصراً بينهم 3 إيرانيين وقيادي، موثقين بالصور والفيديو، مؤكداً أنّ الجوع هو السبب الوحيد الذي أجبرهم على الخروج من حمص، حيث أكل الثوار أوراق الشجر والقطط وجلد البقر، وبعض الأشخاص توفوا بسبب هذا الطعام.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل