ولاء عساف – حرية برس:
في خضم الأحداث الدائرة والفوضى التي تعيث في الأرض السورية مازالت النساء تقاوم الحياة تريد أن تستمر، وتعمل على خلق روح جديدة ومهارات جديدة يمكن الاستفادة منها إن كان في الوقت الحاضر فلم يعد أحد يرسم للغد طموحات تذكر، وخاصة النساء اللواتي يحاولن المشاركة في العمل خارج المنزل والمشاركة في النشاطات حيث تم افتتاح عدد من المراكز لتخدم هذه الطموحات وتنميها خاصة في منطقة معرة النعمان ومنطقة الغدفة.
ومن هذه المراكز مركز “إشراقة الغد” في بلدة الغدفة الذي تأسس في بداية شهر أيلول من عام ٢٠١٧ وكان الافتتاح في يوم ٢١/٩/٢٠١٧ بإدارة الآنسة “رشا الشحاد” التي كانت تعمل على إتمام رسالة الدكتوراه لولا ظروف الحرب التي أجبرتها على النزوح.
وقالت رشا مديرة المركز أنه “تم افتتاح فرع وحيد للمركز في الداخل السوري في بلدة الغدفة والدعم المقدم للمركز، وهو عبارة عن تبرعات يتم جمعها من قبل شباب سوريين يقيمون في الولايات المتحدة بإسم المنظمة السورية للطوارئ، حيث يعتبر الدعم مقدم من أشخاص وليس من منظمة معينة”.
وتابعت رشا “يقوم المركز على فكرة تمكين المرأة وتزويدها بالمهارات التي تكفل اندماجها في المجتمع دون تردد وخوف، إضافة إلى تأدية الدور الذي قد تتطلبه الحياة منها في مختلف الظروف لتقدم ما تستطيع حسب إمكانياتها”.
وعن طبيعة الدورات التي تتلقاها النساء قالت رشا: إن “برنامج العمل يقسم لمهني اقتصادي من خلال تعليم مهن للفتيات والنساء حيث كانت البداية مع الحلاقة النسائية والتجميل، وفي الفترة الحالية نقدم دورة بالإكسسوار والعمل جار وفق خطة مدروسة لدورات مهنية جديدة ومتتابعة في المستقبل القريب، إضافة للتمكين الثقافي والتوعوي من دورات تمريض وإسعاف أولي وهذه الدورات تشهد إقبال كبير خاصة أن النساء باتت بحاجة لتعلم مبادئ الإسعاف في ظل الحرب القائمة ناهيك عن المحاضرات التوعوية الغنية التي يقدمها مختصين ومختصات”.
أما فيما يخص أعداد الحضور أوضحت أن “أعداد الحضور في تزايد كل يوم خاصة بعد إقبال النازحين على البلدة وتوافدها بشكل متكرر لحضور أغلب الدورات، ففي الفترة التي بدأنا فيها بالدورات التعليمية للثالث الثانوي مع دورات التمريض والحلاقة النسائية كان تضم كل دورة مهنية ما يزيد عن ٢٠ متدربة وضعف هذا العدد في مجمل الدورات التعليمية”.
وأضافت أنه حاليا وفي هذه الشهور الأخيرة فإن “عدد المقبلات ازداد بشكل ملحوظ، فمثلاً على صعيد دورة الحلاقة النسائية عدد المستفيدات بلغ حوالي ٤٢ مستفيدة فيما قدمنا دورتين تمريض وإسعاف كان عدد المستفيدات 40 مستفيدة، دورة الإكسسوار ضمت 15 متدربة. في شهر رمضان قدمنا نشاط طبخ كان مجمل الحاضرات ل ٨ جلسات حوالي ٥٦ مستفيدة، ومؤخراً تم إحداث دورة بمبادئ الإعلام كان عدد الحضور فيها 15 متدرب ومتدربة”.
وفيما يخص عدد الدورات فقد قالت رابعة الشحاد مسؤولة المراقبة والتقييم في المركز: إن “الظروف تحكمنا خاصة في ظل الوضع الأمني، وقد تصل أحيانا إلى خمس دورات في نفس الوقت وأحيانا ثلاث دروات وكل ذلك حسب الوضع المحيط بنا، ونحن بدورنا نعمل على استمرارية المركز خاصة وأن الإقبال يزداد كل يوم”.
وبخصوص الخطط والمشاريع المستقبلية قد قالت رشا الشحاد: إنه “لدينا خطة عمل تضم أنشطة مهنية وتعليمية وأبرز مافيها دورات محادثة باللغة الإنكليزية وفق سلسلة head way ودورات بالكمبيوتر، دورة خياطة، إضافة لدورات تدريبية بطرائق التدريس والتنمية البشرية، في المرحلة القادمة سنقدم دورات محو امية للسيدات على مستويين”.
وختمت الانسة رشا حديثها قائلة: “لاحظت من خلال عملي في المركز هو الرغبة الكبيرة عند النساء بتعلم أي شيء يمكن أن يستفدن منه في المرحلة القادمة خاصة الفتيات تحت عمر ال٢٠ عام، إضافة إلى روح التنافس التي بدأت تظهر بين المتدربات ورغبتهن بالإبداع، وشعرت لوهلة أنه يوجد طاقات مكبوتة وجاء المركز ليخرج هذا الإبداع ويظهر القدرات ويوجهها بالشكل الصحيح، وقد واجهنا العدد من الصعوبات لكن كان من السهل تخطيها بسبب وقوف المجتمع المحلي والشرطة الحرة معنا إضافة إلى حماس المجتمع للمركز وضرورة استمراره، ونحن دائما نسعى لتقديم المزيد والتقدم وفق خطط مدروسة ومفيدة.
عذراً التعليقات مغلقة