زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس
يوماً بعد يوم تنخفض أعداد الشبان والرجال في مدينة حلب بشكل ملحوظ، وذلك بسبب الحملات الأمنية المكثفة التي تقوم بها الدوريات المشتركة والتي أصبحت تعتقل الشبان والرجال بدون وجود تهم موجهة إليهم، حتى أن الميليشيات التابعة لما يسمى “الإدارة الذاتية” شاركت في عمليات الدهم والاعتقالات التي طالت الأحياء الشرقية التي كانت خاضعة لسيطرتها خلال السنة الماضية، ومع ذلك فإن الأيام الاخيرة الماضية شهدت نوعاً جديد من حملات الدهم والاعتقالات التي طالت معظم أحياء حلب الشرقية والجنوبية ولكن كانت هذه الحملة مشتركة بين عناصر المخابرات والأفرع الأمنية التابعة للنظام بالتعاون مع ميليشيات “الإدارة الذاتية” والتي تسيطر على عدة مناطق داخل وخارج مدينة حلب.
حيث استهدفت حملة الاعتقالات والمداهمات عدة أحياء ومنها الأحياء التي كانت تخضع لسيطرة ميليشيا “الإدارة الذاتية” بالإضافة لأحياء الميسر والجزماتي وطريق الباب والصاخور، كما شهدت الأحياء الجنوبية في مدينة حلب حملة دهم واعتقالات وشملت أحياء الجلوم والصالحين والفردوس والزبدية، فيما تجاوز عدد المعتقلين في تلك الأحياء أكثر من مئتي وعشرين مدني معظمهم لم يبلغوا الخمسين من عمرهم، وأكد (رفعت) وهو أحد سكان حي الجزماتي لحرية برس بأن الحملات الأمنية المشتركة بدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء في الثامن عشر من الشهر الجاري، وأضاف رفعت: استمرت الحملة في الحي لأكثر من خمسة أيام تم خلالها تفتيش المنازل والبحث الدقيق و تفييش الهويات المدنية للسكان في تلك المناطق، وخلال تلك المداهمات ظهر عناصر من ميليشيا “الإدارة الذاتية” وهم يقومون بتفتيش المنازل في الأحياء الجنوبية لمدينة حلب.
فيما أكد سكان من أحياء حلب الجنوبية لحرية برس بأن الحملات الأمنية التي شهدتها تلك الأحياء كانت مشددة حيث أن عناصر الدوريات كانوا يسألون حتى عن أفراد العائلات وأين هم، وقال (حسام( وهو من سكان حي الجزماتي لحرية برس “خلال الحملة التي شهدها الحي تمت مداهمة منزلي وتم تفتيشه بشكل دقيق ولكن لم يجدوا شيء وعندما أراد عناصر الدوريات مغادرة المنزل قالوا لي لو رجلك مقطوعة كنا اخذناك على الفرع بتهمة التعامل مع الإرهابيين، وخلال تفتيش المنزل قاموا بتخريب جميع المحتويات بحيث انها تصبح غير صالحة للاستخدام”.
ولم يكتفِ عناصر المخابرات والأفرع الأمنية مع عناصر ميليشيا الإدارة الذاتية بتلك الحملات الأمنية التي شهدتها أحياء حلب الشرقية والجنوبية خلال الأيام العشرة الماضية، حيث تم اعتقال العديد من الشبان والرجال في أحياء بعيدين والهلك وبستان الباشا والشيخ خضر والشيخ فارس وغيرها من الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيا الإدارة الذاتية، وذلك بعد قيام عناصر ميليشيا الإدارة الذاتية بتطويق تلك الأحياء ومنع المدنيين من دخول حيي الشيخ مقصود والاشرفية خوفا من هروبهم من الحملة الأمنية التي شهدتها الأحياء الشرقية بالتعاون بين عناصر مخابرات النظام ومخابرات ميليشيا “الإدارة الذاتية” والتي كانت تسيطر على تلك الأحياء ولديها معرفة بالسكان المتواجدين في داخل تلك الأحياء، فيما قال جميل اسم مستعار وهو أحد سكان حي بستان الباشا لحرية برس “بعد انتهاء أذان الفجر في اليوم العشرين من الشهر الجاري تم تطويق الحارات وإغلاق مداخلها من قبل عناصر الشبيحة والميليشيات حيث قام عناصر ميليشيا الآسايش وعناصر من المخابرات الجوية وأمن الدولة باعتقال الشبان والرجال بالإضافة لاعتقال نحو ثلاثة عشر امرأة من المدنيين، حيث تم جمع المعتقلين وزجهم في سيارات عناصر المخابرات بالإضافة لقيام عناصر من ميليشيا الإدارة الذاتية باعتقال أكثر من خمسة وعشرين مدني بحجة أنهم مطلوبون بتهمة إعطاء معلومات والتعامل مع كتائب المعارضة خلال الأشهر الماضية”.
وبعد الانتهاء من الحملات الأمنية المشتركة شهدت تلك الأحياء حالة من الهدوء وعدم افتتاح المحلات التجارية بسبب خوف المدنيين من عناصر الشبيحة والميليشيات المتواجدين في تلك الأحياء، إذ إن بعض العناصر من ميليشيا لواء القدس يقومون بترهيب وإخافة المدنيين بتهديدهم بالاعتقال لأنهم مطلوبين، والغاية من هذا الأمر هو فرض الاتاوات على المدنيين الذين لم يتعرضوا للاعتقال خلال الحملات الأمنية التي يقوم بها عناصر المخابرات والافرع الأمنية.
وبالرغم من أن ميليشيا “الإدارة الذاتية” قد سلمت الأحياء الشرقية للنظام وميليشياته إلى عناصرها من المخابرات ما زالوا يتواجدون في معظم أحياء حلب، وذلك بالتنسيق مع النظام، إذ إن شهود عيان أكدوا لحرية برس بأن عناصر من مخابرات ميليشيا “الإدارة الذاتية” كانوا يتواجدون في الأحياء التي لعمليات الدهم والاعتقالات قبيل الحملة التي شهدتها تلك الأحياء في منتصف شهر تموز الجاري.
Sorry Comments are closed