وفقًا لبحث جديد، قد تصبح الغابات في المناطق الاستوائية قريباً مصدراً للغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يسهم في الاحترار العالمي بدلاً من أن تفيدنا في التصدي له، حيث أظهرت دراسة أن نقص الأشجار بسبب الأعمال الزراعية والثروة الحيوانية في المناطق الاستوائية وتأثير تغير المناخ، يحد من قدرة الغابات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون. وقد يمنعنا ذلك من تحقيق الهدف الرئيس لاتفاقية باريس 2015، والتي تسعى إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ويقدر الباحثون أن الغابات الاستوائية تمتص اليوم الكربون من الغلاف الجوي نتيجة نموها، بالكمية ذاتها التي تولدها نتيجةً لإزالة الغابات وقطع الأشجار للأنشطة التجارية.

وتتعرض الغابات المدارية لخطر أن تصبح مصدراً رئيساً للانبعاثات في العقود القادمة، نتيجةً لتسارع تغير المناخ واستمرار إزالة الغابات للزراعة ورعي الحيوانات وأعمال الحفر والتنقيب في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا.

وقال العلماء أن إزالة الغابات وتدهورها، وخاصةً في المناطق الاستوائية، تمثل نحو خِمس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يتسبب فيها البشر، وتمتص الغابات المتبقية اليوم الكمية ذاتها من ثاني أكسيد الكربون، إذ تسهل زيادة مستويات الكربون في الغلاف الجوي نمو الأشجار.

وإذا توقفت إزالة الغابات وحصلت على فرصة لتنمو من جديد، فستساعدنا على امتصاص انبعاثات غازات الدفيئة، وأكد العلماء صعوبة التنبؤ بمصير الغابات الاستوائية في ظل الظروف الحالية، وسيتسبب تغير المناخ في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة موجات الجفاف والقضاء على أشجار أكثر، لكن مستويات ثاني أكسيد الكربون المرتفعة ستساعد على نمو الأشجار، وستساعدنا التجارب الميدانية والمعلومات التي تقدمها الدول التي تشارك بياناتها في الاستفادة من الأرصاد التي ستجريها الأقمار الاصطناعية مستقبلاً.

ودعم مجلس أبحاث البيئة الطبيعية ووكالة الفضاء البريطانية هذه الدراسة التي نشرت في مجلة “نيتشر” وقال الدكتور “إد ميتشارد” من كلية العلوم الجيولوجية بجامعة “إدنبرة” والذي قاد الدراسة «إن التنبؤ بتأثير الغابات الاستوائية على المناخ تحدٍ صعب، إذ لا نعرف كيف سيؤثر المناخ على الغابات، ولا إذا كانت الدول ستفي بالتزاماتها للحفاظ عليها. والمقلق أن الأبحاث تشير إلى أن الغابات قد تتوقف قريباً عن التصدي للاحترار العالمي، وتصبح بدلاً من ذلك مصدراً رئيساً للغازات الدفيئة».