فلسطيني يحوّل مخلفات أسلحة الاحتلال لمجسمات فنية تجسد الواقع

فريق التحرير127 يوليو 2018آخر تحديث :
الجريح الفلسطيني أحمد أبو عطايا خلال عرض مخلفات جنود الاحتلال من مواجهات مسيرات العودة داخل أحد المعارض وسط مدينة غزة – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©


فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:

يذهب الجريح الفلسطيني الأربعيني ’’أحمد أبو عطايا‘‘ كل أسبوع إلى مخيمات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، للمشاركة في مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من شهر مارس/آذار الماضي، على طول الحدود الفاصلة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وجمع ’’أبو عطايا‘‘ العديد من القنابل والرصاص الذي يطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشبان المتظاهرين بالقرب من السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ليقوم بعد ذلك بتحويلها إلى أشكال جميلة تبض فيها معنى الحياة والإنسانية من جديد.

ويقول ’’أبو عطايا‘‘ المهجر من بلدة بئر السبع المحتلة عام 1948، في حديثه لحرية برس، ’’في بداية مسيرات العودة على الحدود مع قطاع غزة وبعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وجعلها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، خرجت للمشاركة بمسيرات العودة بعد دعوات من الفصائل الفلسطينية والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار لتصدي لهذه المؤامرة وصفة القرن والمطالبة بحق من ثوابتنا المقدسة وهو حق العودة بالرجوع إلى أرضنا وبلدنا التي سلبها الاحتلال بقوة السلاح من أجدادنا الذين زرعوا الأمل فينا للعودة إليها‘‘.

مشهد من الأشكال الفنية التي تجسد مواجهات مسيرات العودة بين جنود الإحتلال المتمركزة داخل السياج الحدودي والشبان المتظاهرين قرب السياج على الحدود الشرقية لقطاع غزة – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©
عدد من مخلفات رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي التي قام أبو عطايا بجمعها خلال مواجهات مسيرات العودة على حدود غزة ليحولها إلى أشكال فنية جميلة تنبض بالحياة وتوصل رسالة إلى العالم – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©

وأوضح الجريح ’’أبو عطايا‘‘، أن فكرة جمع القنابل والرصاص الذي يطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات مسيرات العودة شرق مدينة غزة تجاه الشبان المتظاهرين، جاءت بعد سقوط عدد من الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، مضيفاً أنه ’’تولدت لديّ فكرة جمع القنابل من أجل توصيل رسالة إلى العالم لتعبير عن سلمية مسيرات العودة المطالبة بحق من حقوقنا وهو حق العودة ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة‘‘.

وأشار إلى أنه جمع أكثر من 4000 قنبلة من الغاز والرصاص الذي أطلقه جنود الاحتلال الإسرائيلي تجاه المتظاهرين حتى الآن، ليقوم بعد ذلك بتجسيده بأشكال فنية جميلة كالمسبحة والعكاز لذوي الإعاقة الحركية وزارعة الورد داخل القنابل وغير ذلك، ليوجه رسالة عبرها من خلال تلك الأشياء، ’’أننا شعب يريد العيش بكرامة وإنسانية، ونحولها من قنابل الموت إلى قنابل تنبضُ بالحياة والعزة وصمود وتحدي الشعب الفلسطيني أمام عنجهية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقنا‘‘.

ويعيش المواطن أحمد عبد الكريم أبو عطايا البالغ من العمر 47 عاماً والمهجر من مدينة بئر السبع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام الـ48، ولديه 7 من الأبناء داخل منزل متواضع وسط مدينة غزة، وبالرغم من ذلك أصيب مرات عدة، إلا أنه حرص على مؤازرة الشباب المنتفض علي طول الحدود، غير مكترث برصاص المحتل الذي يتطاير عليه من كل جانب خلال جمعه لقنابل الموت ورصاص الاحتلال بمواجهات مسيرات العودة شرق مدينة غزة.

ولفت ’’أبو عطايا‘‘ إلى أنه يقوم بجمع القنابل والرصاص التي يطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي على الشبان المتظاهرين في مواجهات مسيرات العودة وحده دون مساعدة أحد في ذلك، حيث أنه لم يتخلى عن المشاركة ولو بجمعة واحدة من مسيرات العودة التي إنطلقت في الثلاثين من شهر آذار/مارس الماضي.

ووّجه الجريح ’’أبو عطايا‘‘ رسالة إلى الأهالي في الضفة الغربية وفي الداخل المحتل عام الـ48 والفصائل الفلسطينية بضرورة إنهاء الانقسام الأسود على تاريخ الشعب الفلسطيني، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة منذ ما يزيد عن عشر سنوات، حيث شكل ذلك في زيادة حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة لحالات البتر والجرحى في صفوف الشباب الفلسطيني، ناهيك عن الظروف الاقتصادية الصعبة وانعدام فرص البطالة والعمل داخل قطاع غزة نتيجة ذلك.

يشار إلى أن الحصيلة الأولية حسب ما أوردته وزارة الصحة، عن ارتقاء 152 شهيداً من بين الشهداء 18 طفل فلسطيني وأصيب 16750 مصاب بجراح ما بين المتوسطة والطفيفة، من بينهم 3200 طفل مصاب و1385 سيدة ومن بين الإصابات 394 بحالة الخطر الشديد، فيما وصل حالات البتر 68 حالة للأطراف السفلية والعلوية من الجسم خلال مواجهات مسيرات العودة على حدود غزة.

ويطمح الجريح الفلسطيني ’’أحمد أبو عطايا‘‘ في الأيام القليلة القادمة من تطوير فكرته، في عمل العديد من الأشكال الفنية الجميلة لمخلفات جنود الاحتلال الإسرائيلي التي يجمعها خلال المواجهات الأسبوعية، لتشمل رسومات وأشكال جميلة للمسجد الأقصى وقبة الصخرة بالإضافة إلى الكرسي المتحرك لذوي الإعاقة وكاميرا الصحفي الفلسطيني الذي يلاحقه جنود الاحتلال من كل جانب، لتوصيل رسالة إلى العالم بأنه شعب يريد أن يعيش حياة كريمة ولا يرضى الذل والانكسار أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

مشهد من الأشكال الفنية التي تجسد مواجهات مسيرات العودة بين جنود الإحتلال المتمركزة داخل السياج الحدودي والشبان المتظاهرين قرب السياج على الحدود الشرقية لقطاع غزة – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©
عدد من مخلفات رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي التي قام أبو عطايا بجمعها خلال مواجهات مسيرات العودة على حدود غزة ليحولها إلى أشكال فنية جميلة تنبض بالحياة وتوصل رسالة إلى العالم – عدسة: فارس أبو شيحة – حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل