حرية برس:
صرّح رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا ’’ميخائيل ميزينتسيف‘‘، اليوم الثلاثاء، بأن نحو 200 ألف لاجئ سوري قد يعودوا إلى بلادهم من دول الاتحاد الأوروبي، حسب قوله.
وقال ’’ميزينتسيف‘‘ خلال اجتماع لمقر التنسيق لوزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين، المعنية بعودة اللاجئين إلى الأراضي سوريا، ’’في الوقت الحالي، من الضروري زيادة تضافر الجهود بشكل كبير مع الدول الأخرى، وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، حيث يمكن أن يعود من هناك ما يصل إلى 200 ألف لاجئ، في المستقبل القريب‘‘.
ولفت رئيس المركز الوطني إلى أن التأثير الإيجابي لأنشطة الدبلوماسيين على مجمل مسار عودة اللاجئين إلى سوريا معيداً إلى الأذهان أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونظيره الأردني، أيمن الصفدي، قد أجريا محادثة هاتفية وناقشا إمكانية بذل جهود مشتركة في المستقبل لمساعدة سوريا على إعادة إعمارها في مرحلة ما بعد الصراع، وعلى وجه الخصوص، تسريع عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، حسب وصفه.
وأشار ’’ميزينتسيف‘‘ إلى أنه أعرب وزير الخارجية الأردني عن استعداد قيادة بلاده الكامل للتعاون من أجل حل المشاكل ذات الصلة، موضحاً ’’في هذا الصدد نتوقع تكثيف الأنشطة لتوعية اللاجئين السوريين في الأردن بأن منازلهم تنتظرهم ومستعدون لتقديم دعم شامل لهم فيما يتعلق بمسائل السكن والتكيف‘‘، حسب مزاعمه.
وزعمّ الجنرال الروسي أنه في المستقبل، سيكون هناك المزيد من المواطنين السوريين المستعدين للعودة إلى وطنهم للانضمام إلى عملية الانتعاش الاقتصادي للبلاد في ظل سيطرة نظام الأسد، مشيراً إلى أنه ’’على موظفي البعثات الدبلوماسية الروسية أن يأخذوا ذلك في الحسبان، وأن يقدموا البيانات إلى أفراد المناوبة العملياتية لمركز التنسيق بين الوزارتين، وفقاً للقواعد المعمول بها لتبادل المعلومات‘‘.
وكان قد أكد رئيس المركز الوطني أن السفارات الروسية في أحد عشر بلدا تستعلم عن عدد اللاجئين السوريين المقيمين مؤقتاً، لتقدير اللازم لعودتهم لسورية.
وذكر ’’ميزينتسيف‘‘ أمس الاثنين، أن السفارات الروسية تأكدت من البيانات المتعلقة بعدد اللاجئين السوريين المقيمين مؤقتا في تلك الدول، والتي تتطابق بشكل عام، مع معلومات مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين.
وأشار إلى أن تأكيد السفارات الروسية في تلك الدول تطابق الأعداد مع بيانات الأمم المتحدة بشأن عدد اللاجئين القادمين من سورية، بما يسمح لموظفي مقر التنسيق بتقديم صورة أكثر تكاملاً ولتعديل الإجراءات المستقبلية.
ونوّه رئيس المركز الوطني لإدارة شؤون الدفاع الروسي، إلى أن المعابر الثلاثة ستُفتتح في 27 تموز الحالي، وستكون مرافقة لمعبري نصيب، الحدودي مع الأردن، والزمراني، الحدودي مع لبنان.
ويأتي التحرك الروسي بشأن عودة اللاجئين السوريين بعد القمة التي جمعت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب.
وعقب القمة قالت روسيا إنها أرسلت لأمريكا اقتراحاً بشأن الخروج بخطة عمل مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين للمناطق التي كانوا يعيشون فيها قبل عام 2011.
وكان قد صرّح وزير الخارجية الأمريكي ’’مايك بومبيو‘‘، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى حل سياسي في سوريا يضمن عودة اللاجئين، لافتاً إلى أن بلاده تسعى من خلال المباحثات السماح لنحو ستة ملايين لاجئ سوري بالبدء بالعودة وإعادة الإعمار.
واعتبرت الأمم المتحدة، مساء الإثنين، أنّ عودة السوريين من البلدان التي لجأوا إليها في الشرق الأوسط إلى بلدهم، وهي مسألة تم التباحث فيها بين واشنطن وموسكو، “يجب أن تتم بشكل طوعي وليس على نحو قسري”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ’’ستيفان دوجاريك‘‘ في تصريح له، ’’مبدئياً، إن عودة الناس إلى ديارهم يجب أن تكون طوعية وأن يتم تحقيقها بكرامة وبأمان”، مشدداً على أنه يجب ألا يتم إجبار أحد على العودة إلى بلده.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أنه لا توجد أسباب قانونية موضوعية لقيام العسكريين الأمريكيين بمزيد من العمليات في سوريا.
وأشارت الدفاع الروسية إلى أنه في حال لم تجد واشنطن إمكانية للتعاون مع موسكو بشأن اللاجئين في سوريا فالأفضل لها سحب العسكريين الأمريكيين من سوريا.
وكان وزيري الخارجية الأردني واللبناني قد بحثا وضع اللاجئين السوريين في بلادهم مع وزير الخارجية الروسية الذي اقترح صيغة لعودة السوريين إلى الأراضي السورية.
كما يأتي ذلك عقب إعلان وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، عن تأسيس مركزاً لاستقبال وإيواء وتوزيع اللاجئين السوريين داخل الأراضي السورية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت عن خطة مشتركة عرضتها موسكو على واشنطن لإعادة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن إلى سوريا، وذلك خلال قمة هلسنكي التي جمعت الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، الاثنين الماضي.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية، ’’في إطار الجهود الدولية لتقديم المساعدة لإعادة اللاجئين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة قامت روسيا بالاتفاق مع رأس النظام السوري بشار الأسد بإنشاء مركز استقبال وإيواء اللاجئين‘‘.
وأضاف البيان الوزارة، ’’لتنسيق عمل المركز وتنفيذ الفعاليات المخططة، تأسس في موسكو وبدأ عمله مقر وزاري مشترك لوزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الروسية على قاعدة المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا الاتحادية‘‘.
وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إعادة اللاجئين السوريين من قبل دول عربية وغربية، عقب سيطرة نظام الأسد على عدة مناطق في سوريا بينها: الغوطة الشرقية وجنوب دمشق ومناطق القلمون وريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، منذ مطلع عام 2018، برعاية اتفاقيات روسية مع فصائل المعارضة أفضت بتهجيرهم إلى الشمال السوري.
وتطالب الدول بإعادة اللاجئين السوريين بمساعدة دولية، من بينها لبنان والأردن، بعد رؤيتها لبسط النظام سيطرته على تلك المناطق، معتبرةً أنها آمنة لعودتهم إلى الأراضي السورية، فيما تشكو تلك الدول دائماً من مشاكل في الوضع الاقتصادي محملةً السوريين نتائج لجوئهم إلى بلادهم.
Sorry Comments are closed