اكتشفت دراسة جديدة أن تعكر مزاج بعض الأشخاص قد يعزز وظائفهم التنفيذية، كالقدرة على التركيز وإدارة الوقت وتحديد الأولويات، وأشارت الدارسة أيضاً إلى أن المزاج الجيد يخلّف تأثيراً سلبياً على بعض الناس.
في جامعة “واترلو” درست أستاذة علم النفس “تارا ماكاولي” ومرشح الدكتوراه “مارتن جابل” درجات التفاعل العاطفي، والآثار التي تُلحقها الحالات المزاجية بمهارات التفكير اللازمة للتعامل مع احتياجات الحياة اليومية وضغوطاتها، ودرجات التفاعل العاطفي هي مقياس لحساسية استجاباتنا العاطفية وحدّتها ومدتها ارتباطاً مع حالاتنا المزاجية، وقالت تارا “أظهرت نتائجنا أن المزاج السيء لبعض الأشخاص قد يشحذ مهارات التفكير الضرورية في حياتهم اليومية”.
وتجلّت فاعلية المزاج السيء في أصحاب التفاعل العاطفي المرتفع؛ وهم من يظهرون دائماً استجابات عاطفية سريعة وحادة، إذ أنجزوا مهام الوظائف التنفيذية على نحو أفضل عندما عانوا من مزاج سيء. لكن الحال ليس كذلك لمن كان تفاعلهم العاطفي منخفضًا، فأظهروا تأثيراً عكسياً، ولم يبلوا بلاءً حسناً عندما كان مزاجهم سيئاً.
وتؤيد النتائج الرأي القائل بأن المزاج السيء قد يساعد في إنجاز بعض المهارات التنفيذية، لكن فقط لدى الأشخاص المتفاعلين عاطفياً أكثر من غيرهم، وقالت تارا «لا ينبغي أن تترجم نتائجنا على أنها دعوة للمبالغة في ردة الفعل أو الغضب أو سرعة الانفعال، فدرجة التفاعل العاطفي تختلف من شخص إلى آخر منذ الصغر، وتنعكس هذه الاختلافات الفردية على الصحة النفسية مع النمو».
لا يمكن تفسير هذه العلاقة دون أبحاث إضافية، لكن بعض الدراسات تقترح أن أصحاب التفاعل العاطفي المرتفع اعتادوا المشاعر السلبية أكثر من غيرهم، وعلى هذا الأساس، ربما كان المزاج السيء أقل تشتيتاً لهم مقارنة مع أصحاب التفاعل العاطفي المنخفض.
ضمت الدراسة 95 مشاركاً، وأكمل كل منهم تسع مهام منفصلة، وأجابوا على استبيانات تقيس العلاقة بين المزاج ودرجة التفاعل العاطفي، بالإضافة إلى تحديات للذاكرة والقدرات التحليلية، ونشرت الدراسة في مجلة “بيرسونالتي آند إنديفيجوال دفرنسيز”.
Sorry Comments are closed