خفايا أستانا وعلاقتها بملف كفريا والفوعة !

بسام الرحال19 يوليو 2018آخر تحديث :
خفايا أستانا وعلاقتها بملف كفريا والفوعة !


لم يطلع أحد من السوريين على مخرجات أستانا ولا على النتائج التي أفضى إليها ذلك الاتفاق بإرادة الأطراف الفاعلة على الأرض في القضية السورية وهم روسيا وتركيا وايران والتي أعطيت خلالها أدوار ثانوية للنظام والمعارضة في هذا المسلسل التراجيدي، ما لبث كليهما أن ماتا في حلقته الأولى دون أي أثر يذكر ودون أن يتاح لهما أو لحواضنهما معرفة بنوده وحيثياته، وهنا تراود المرء عديد الأسئلة خصوصاً بعد تنفيذ قرار إخلاء كفريا والفوعة والذي قيل أنه أحد قرارات مؤتمر أستانا الآنف الذكر.

أولاً، سكان البلدتين إلى أين وهل سيتم نقلهم إلى دمشق أو حمص أو حلب وستمتلئ الساحات بهم وبخردتهم التي حملوها معهم وهل سيعانون ويتشردون كمهجري الطرف الآخر، وهل أعدت لهم مخيمات بائسة على أطراف التجمعات السكنية وينتظرون الهيئات والمنظمات لتجود عليهم ببعض الفتات؟.

أم سيتم وضعهم في تجمعات سكنية نظيفة ومرتبة في قلب حواضرنا أو في قلب المناطق التي هجر السوريين منها، والتي دخلت في مخطط التغيير الديموغرافي والمذهبي كالقصير وحمص القديمة وداريا والزبداني وما حولها، ثم ماذا عن أرض كفريا والفوعة ومزارعها وأبنيتها، وهل سيتاح للمعارضين أن يشغلوها أو يستثمرونها وهل سيتاح لضباع المعارضة تعفيش ممتلكاتها ومستودعاتها؟.

أم أنه سيناط بنا حراسة الفراغ و الأمكنة الخالية والأرض العراء والتعامل مع شياطينها ومردة جانها، ثم لماذا تهجير هؤلاء القوم في هذا الوقت وهل هذا الترتيب كان مقرراً في أستانا وهل يعني هذا أن تهجير المعارضين من شتى المناطق كان متفقاً عليه واضطر المخرجون والمنظمون لعمل مسرحيات و أفلام اكشن شديدة القسوة لتنفيذه؟.

ثم لماذا تتم عمليات الإخلاء بالتزامن مع بدء الحملة النفسية والحرب الدعائية على إدلب وريفها، وهل للإخلاء علاقة بحرب قادمة و بوسائل قذرة على آخر معقل للمعارضة المسلحة على اختلاف مذاهبها ومرجعياتها.

يبدو أن المسرحية في فصلها الأخير، و يبدو أن قدر السوريين هو الانتظار القاتل لما ستؤول إليه الأمور بعد كل تفصيل أو عمل ينظمه الأغراب على أرضهم و يتعلق بمصيرهم ومستقبلهم، والسوريين على الطرفين هزموا في كل معاركهم وخسروا في معركة الوعي الوطنية التي خاضوها وكل في جبهته واعتقاده.

ظاهرياً، هناك طرف انتصر وطرف هزم وهذا ليس صحيحاً ولا عادلاً، الطرف المهزوم لم يسحق بعد ولم يعترف بهزيمته ولديه ولدى مريديه أمل متجدد في صحوة ما أو حتى معجزة، والطرف المنتصر فاز في معركة القتل والتدمير التي أتت عليه أيضاً وعلى نصف قواه العاملة.

وما أعراسه وأفراحه بالنصر المزعوم إلا تعبيراً عن الألم والعجز والهزيمة، فقد خسر قراره وكرامته ورهن وباع وتاجر لكل أفاقين العالم ليحقق نشوة مؤقتة، ولاريب أن قيادته ومريديه يعلمون ذلك في سرائر أنفسهم وستظهر التناقضات قريباً حين يبدأون بإحصاء كوارثهم وعد الخسائر البشرية والإنسانية والاجتماعية والسياسية، وحينها سيصحون على نتائج أفعالهم وسيقودهم ذلك إلى موت مجتمعي مؤكد ليست النيران من ضمن وسائله.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل