أقر الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” يوم الثلاثاء، بما توصلت إليه أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشأن تدخل روسيا في انتخابات 2016، مناقضاً تصريحاته السابقة في قمته مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يوم الإثنين، في محاولة منه تهدئة عاصفة من الانتقادات التي طالته بسبب تقاعسه عن تحميل روسيا المسؤولية عن التدخل في الانتخابات الأمريكية في 2016، قائلاً إنه أخطأ التعبير.
وقال “ترامب” في مستهل لقاء مع أعضاء بالكونغرس في البيت الأبيض اليوم إنه “أساء التعبير” حين نفى خلال القمة التي جمعته الإثنين بالعاصمة الفنلندية هلسنكي مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” أن تكون روسيا تدخلت في انتخابات 2016.
وتابع أنه يدعم أجهزة استخبارات بلاده ويؤمن بها إيماناً كاملاً، وقال إن إدارته ستتصدى بكل حزم لأي تدخل روسي محتمل في انتخابات تجديد نصف أعضاء الكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وفي الوقت نفسه، نفى الرئيس الأميركي أن تكون حملته الانتخابية تواطأت مع الروس، أو أن تكون التدخلات الروسية قد أثرت في نتائج انتخابات الرئاسة التي أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، قائلاً إن إدارة الرئيس السابق “باراك أوباما” علمت بالتدخل الروسي في الانتخابات في سبتمبر/أيلول من نفس العام ولم تفعل شيئاً.
وكان سياسيون بارزون في الولايات المتحدة انتقدوا تصريحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي، ودفاعه عن موسكو بشأن مزاعم التدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
حيث قال “بول رايان” رئيس مجلس النواب، في بيان شديد اللهجة إنه ” على ترامب أن يدرك بأن روسيا ليست حليفتنا”. وأضاف أنه “لا يوجد أخلاقيا أوجه شبه بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تبقى معادية لمثلنا وقيمنا الأساسية”.
كما علق مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي-آي-إيه” السابق “جون برينان” على تصريحات “ترامب” في مؤتمره الصحفي مع نظيره الروسي “بوتين”، قائلاً إن إجابات “ترامب” عن أسئلة الصحفيين المتعلقة بالتدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية عام 2016 “خيانة عظمى بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وقال “برينان” على حسابه بتويتر أن تصريحات “ترامب” أكدت أنه “في جيب بوتين تماما” بحسب تعبيره، مناشداً “الوطنيين من الجمهوريين” أن يتخذوا موقفاً حاسماً ضد “ترامب”، مضيفاً أن عدم رغبة ترامب في الإقرار بالتلاعب الروسي في الانتخابات “يفوق الجرائم الكبرى والجنايات”.
Donald Trump’s press conference performance in Helsinki rises to & exceeds the threshold of “high crimes & misdemeanors.” It was nothing short of treasonous. Not only were Trump’s comments imbecilic, he is wholly in the pocket of Putin. Republican Patriots: Where are you???
— John O. Brennan (@JohnBrennan) July 16, 2018
وعلق زعيم الديمقراطيين “تشاك شومر” إن “تصرفات ترامب تقوي خصومنا وتضعف دفاعاتنا ودفاعات حلفائنا”، وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكي، “دان كوتس” في بيان له إن “جهازنا الاستخباراتي كان واضحاً حول تدخل روسيا بالانتخابات الأمريكية”.
كما اعتبر السيناتور الجمهوري “جون ماكين” أن المؤتمر الصحافي المشترك بين “دونالد ترامب” و”فلاديمير بوتين”، يوم الاثنين في هلسنكي “كان إحدى أسوأ لحظات تاريخ الرئاسة الاميركية”.
وقال “ماكين” الذي يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة «أنه الأداء الأكثر عيباً لرئيس أميركي»، مضيفاً “لم يتقاعس الرئيس ترامب فحسب عن قول الحقيقة عن خصم ولكن رئيسنا الذي يتحدث باسم أمريكا للعالم تقاعس عن الدفاع عن كل ما يجعلنا ما نحن عليه.. جمهورية شعب حر كرس نفسه لقضية الحرية في الداخل والخارج، واختتم ماكين تغريدته بقوله “من الواضح أن قمة هلسنكي كانت خطأ مأساويا”.
Today’s press conference in #Helsinki was one of the most disgraceful performances by an American president in memory.
My full statement on the #HelsinkiSummit: https://t.co/lApjctZyZl
— John McCain (@SenJohnMcCain) July 16, 2018
وكان قد اجتمع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره الأمريكي “دونالد ترامب” يوم الإثنين، في العاصمة الفنلندية “هلسنكي”، وذلك لبحث العلاقات الثنائية المتوترة، وجملة من القضايا الدوليّة أبرزها الملف السوري.
وتأتي القمة التاريخية كاختبار للعلاقات بين الرجلين والبلدين، ولمستقبل ملفات ثناية ودولية شائكة، بعد لقاءات سريعة وغير مثمرة بين الرئيسين “بوتين” و”ترامب”، على وقع اتهامات طالت الرئيس الأميركي بشأن علاقة خاصة بروسيا.
عذراً التعليقات مغلقة