خطفت الأنظار لتواجدها الدائم والمميز على مدرجات الملاعب الروسية دعما لمنتخب بلادها الذي أظهر أداء متميزا في كأس العالم، إنها “حسناء المونديال” رئيسة كرواتيا. لكن، من هي كوليندا كيتاروفيتش فعلا؟ وما موقفها من أبرز القضايا التي تهم الرأي العام في بلدها والعالم؟
لفتت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش (50 عاما) انتباه جمهور مونديال روسيا 2018لكن أيضا الرأي العام العالمي، بدليل التغطية الكبيرة التي حظيت بها في وسائل الإعلام العالمية، والاهتمام المنقطع النظير الذي نالته على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحولت كيتاروفيتش إلى نجمة فيس بوك بلا منازع خلال فترة المونديال، حيث تم تداول العديد من الصور والفيديوهات لها وهي ترتدي قميص المنتخب الكرواتي “الناريون” بالمربعات الحمراء والبيضاء. وقد واظبت على حضور أغلب مباريات منتخب بلادها على المدرجات بين المشجعين والمنصة الرسمية حيث قادة الدول، كما شوهدت وهي تعبر عن غبطتها بأداء لاعبيها بكل عفوية وهي تقفز فرحا معهم في غرف تبديل الملابس.
كما أظهرت كيتاروفيتش روحا رياضية منقطعة النظير أثنى عليها عشاق الساحرة المستديرة، بعد خسارة كرواتيا الأحد أمام فرنسا في نهائي كأس العالم، على أرضية ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو.
Corridor talks #NATOSummit2018 #Brussels pic.twitter.com/maYU5DFYTs
— Kolinda Grabar-Kitarović (@KolindaGK) July 11, 2018
من هي كوليندا غرابار كيتاروفيتش؟
ولدت كوليندافي رييكا ثالث أكبر المدن الكرواتية (جنوب العاصمة زغرب) والمطلة على البحر الأدرياتيكي، خلال حقبة يوغوسلافيا سابقا في سنة 1968. وكان والدها يعمل جزارا وترعرعت في منطقة ريفية قبل أن تسافر إلى الولايات المتحدة وتحديدا مدينة لوس آلاموس في ولاية نيومكسيكو. ولاحقا، عادت للعيش والدراسة في العاصمة زغرب.
وتعتبر كوليندا (من حزب الاتحاد الديمقراطي الكرواتي، يمين الوسط) أول امرأة تبلغ سدة الحكم في كرواتيا حيث انتخبت في كانون الثاني/يناير 2015 رئيسة للبلاد. وهي رابع رئيس لكرواتيا منذ استقلالها عن يوغوسلافيا السابقة في 1991. وشغلت قبلها منصب وزيرة للخارجية وقد سعت لحصول بلدها على عضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما تم في 2013.
وكانت كوليندا قد استلمت حقيبة وزارة العلوم والتكنولوجيا وهي في 24 من عمرها. وفي 2003 كانت نائبة بالبرلمان الكرواتي. وعملت سفيرة لكرواتيا في الولايات المتحدة، ونائبة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي للشؤون الدبلوماسية.
صنفتها “فوربس” بين أقوى نساء العالم!
أطلق عليها معارضوها لقب “باربي” خلال الحملة الانتخابية للرئاسة في نهاية 2014 وبداية 2015، واعتبروا أنها استغلت مظهرها وشكلها للتأثير على الرأي العالم، وبأنها تفتقر إلى المؤهلات الأخرى الأساسية التي تليق بمنصب زعيم الدولة.
وتتحدث الرئيسة الكرواتية عدا عن لغتها الأم وبطلاقة، كل من اللغة الإنكليزية، الإسبانية، البرتغالية، كما تتقن الألمانية، الفرنسية، والإيطالية. وهي حاصلة علىشهادة الليسانس فيالإنكليزية والإسبانية من جامعة زغرب، وأيضا شهادة الماستر في العلاقات الدولية.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وضعتها مجلة “فوربس” الشهيرة في المرتبة 39 للنساء الأكثر قوة في العالم، والمرتبة 17 بين 22 امرأة أكثر قوة في المجال السياسي.
وتقدم كيتاروفيتش نفسها على أنها متفتحة اجتماعيا برغم كونها كاثوليكية ملتزمة دينيا، حيث أنها من الشخصيات السياسية المدافعة عن تشريع تعاطي القنب الهندي لدواع صحية، وأيضا عن حقوق المثليين جنسيا.
علاقتها بالمافيا الكرواتية!
وبحسب موقع مجلة “لوبس” الفرنسية، فإن الرئيسة الكرواتية أو “حسناء المونديال” تسعى من وراء هذا الظهور الاستثنائي الذي أبدته في كأس العالم المنظم في روسيا، والزخم الإعلامي الذي نجحت في الحصول عليه لنفسها ودولتها، إلى إخفاء تهم الفساد والتسيير السيء التي تلاحق الفدرالية الكرواتية لكرة القدم، والتي توصف بأنها ذات طابع “مافيوي” وبأنها على صلة بأعضاء من حزب الرئيسة كيتاروفيتش.
حتى إن لوكا مودريتش قائد فريق “الناريون” نفسه، مهدد بالسجن لاتهامه بالفساد، والتهرب الضريبي، والإدلاء بشهادة كاذبة. وأغلب القضايا المرفوعة ضد الفدرالية الكرواتية للكرة هي أوروبية وصادرة بشكل أساسي من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”.
وبرغم تهم الفساد تلك، تحتفظ الرئيسة كيتاروفيتش بعلاقاتها المتينة مع شخصيات مثيرة للجدل في عالم الكرة الكرواتية. حيث ظهرت في المدرجات خلال مباراة الربع النهائي ضد روسيا، إلى جانب المدير العالم للاتحاد الكرواتي للكرة دانير فرابنوفيتش (58 عاما)، والذي أصدرت محكمة أوسييك (غرب) بحقه حكما بالسجن 6 سنوات ونصف السنة مطلع حزيران/يونيو لاتهامه في قضية احتيال.
موقفها من الهجرة غير الشرعية!
بعيدا عن الملاعب، تعتبر كيتاروفيتش رئيسة دولة باتت معروفة على أنها واحدة من أكثر البلدان المعادية للهجرة. ففي نهاية 2015، شرعت كرواتيا في ترحيل المئات من المهاجرين نحو الحدود المجرية، تحت ذريعة كونها بلغت طاقتها القصوى لاستقبالهم.
وكانت أمواج المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين الساعين إلى العثور على ملجأ آمن وحياة أحسن في أوروبا، قد غيرت مسارها نحو كرواتيا وسلوفينيا في تلك الفترة بعد إغلاق المجر حدودها مع صربيا لوقف تقدمهم. وبعد يومين، أعلنت زغرب إغلاق أغلب معابرها البرية مع صربيا.
لكن ما وقع مؤخرا في نهاية شهر أيار/مايو على الأراضي الكرواتية، شكل منعطفا جديدا لطريقة تعاطي سلطات زغرب مع ملف الهجرة واللجوء بشكل عام. حيث أصيب طفل أفغاني وطفلة عراقية في الثانية عشرة من عمرهما، بجروح خطيرة، بعدما فتحت الشرطة الكرواتية النار على شاحنة صغيرة كانا على متنها، بحجة رفضها التوقف عند نقطة تفتيش على الحدود مع البوسنة.
وتتعرض كرواتيا والمجر وبلغاريا وصربيا إلى انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية، بسبب القمع الذي يتعرض له المهاجرون واللاجئون الذي يعبرون منطقة البلقان في طريقهم لبلوغ الحلم الأوروبي.
في المقابل، بررت الرئيسة الكرواتية كوليندا غرابار كيتاروفيتش في 2015 الإجراءات الصارمة التي تتخذها بلادها ضد المهاجرين وإغلاق الحدود بوجههم، بكونها الحل الوحيد لحماية بلادها. وقالت في تصريح لصحيفة “يوتارني لست دايلي” الكرواتية “أود أن أتجنب ذلك، لكني لا أرى طريقة أخرى لحماية أنفسنا”.
كما تعتبر “حسناء المونديال” من أشد المدافعين عن إقامة الأسلاك الشائكة والحواجز على حدود دول البلقان، مبررة ذلك بقيام الولايات المتحدة أيضا ببناء الأسوار لمنع عبور المهاجرين غير الشرعيين حدودها. هذا في وقت كان زوران ميلانوفيتش رئيس الحكومة (الليبرالية) يعارض آنذلك، إقامة الأسلاك الشائكة والحواجز على حدود البلاد، على النقيض من الرئيسة كيتاروفيتش.
عذراً التعليقات مغلقة