لأن “الحياة عقيدة وجهاد” تستمر حكومة بشار الأسد بمساعيها لتحتل صدارة الدول والحكومات في تقديم وصفات وحلول واختراعات، لأي أزمة يمكن أن تصيب شعباً أو تعتري عمل وطموح الشعوب والمنظمات.
ويبدو أن الوقت والفرصة الآن سانحان، فالمؤامرة الكونية التي استهدفت “القائد” شارفت على الانتهاء، بل وبتصريح إسرائيل أن بشار الأسد هو الأنسب ليحمي حدودها، يبدو أن ثمة طوراً جديداً سيدخله النظام السوري، لا بد من العمل خلاله وبتوازٍ وعلى مستويين؛ طرفه الأول تعويض شركاء الحرب، في موسكو وطهران، عن جهودهما بقمع الثورة وقتل السوريين، عبر تعهيدهما ما تبقى من الثروات الباطنية والمقدرات، وانتظار ما سيفيض عن حاجتهما من مشروعات واستثمارات، ليعلن عنه ضمن تتمة مسرحية إعادة إنتاج بشار الأسد وفق ما يسمّى إعادة الإعمار.
والمستوى الثاني، وضع حد لمراكز الأبحاث بطوكيو وبرلين، التي وجدت في “الأزمة السورية” فرصة، فغافلت حكومة بشار الأسد وسجلت براءات إبداع واختراع، قصارى القول: لا يمكن لمراكز البحث ومهما بلغت حصة دعمها وتمويلها من الموازنات، أن تأتي بحل جديد كالذي قدمه وزير المال السوري مأمون حمدان، بل والفارق بالتفكير والتطلع والأفق والثقافة شاسع، بين علماء المجتمع والطب النفسي والمخترعين في الدول المتطورة، وبين ما خلص إليه الوزير حمدان.
خلاصة القول: من الحسد والغيرة ووضع العصي بعجلات المبدعين الأسدين أن يسأل قارئ كيف لموظف لا يزيد راتبه الشهري عن 30 ألف ليرة “80 دولاراً” ونفقات أسرته وفق آخر دراسة قام بها مركز “قاسيون” بدمشق تبلغ 310 آلاف ليرة، أن يبتسم أو يحاول قارئ آخر أن يتفاصح ويقول: لماذا يبتسم موظف بحكومة الأسد وبلده تهدم وأهله قتلوا وباتت خمسة أعلام لمحتلين مرفوعة في سماء بلده، أو حتى يظن قارئ آخر نفسه “أرخميدس” ويصرخ “وجدتها” ويقول: كيف لموظف سوري أن يبتسم بعد أن بلغ بلده الدرجة الأولى عالمياً بعدد القتلى وعدد المهجرين ونسبة الفقر والبطالة، بل ولا أمل يرجى ربما لعقود.
Sorry Comments are closed