بوتين يرتّب مصالح “إيران وإسرائيل” في سوريا

فريق التحرير12 يوليو 2018آخر تحديث :
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – AFP/Getty Images

ياسر محمد – حرية برس

في إطار التسابق المحموم بين دولتي الاحتلال “إسرائيل وإيران” لتغليب مصالحهما في سوريا، زار أمس رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موسكو، تزامناً مع زيارة المبعوث الإيراني على أكبر ولايتي، وذلك في خضم الأحداث المتسارعة في الجنوب السوري، حيث تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي لترتيب الأوضاع على حدودها الشمالية باستقدام قوات الأسد وإبعاد إيران، بينما تصر إيران على إيجاد موطئ قدم لها في جنوب سوريا قريباً من “إسرائيل” والأردن بوابة الخليج العربي.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن نتنياهو قوله لبوتين: إنه لا خوف على رئيس النظام السوري بشار الأسد إذا ما أبعدت روسيا إيران عن الحدود الشمالية لدولة الاحتلال، ورفع نتنياهو سقف مطالبه لحد المطالبة بإخراج إيران وميليشياتها من سوريا بشكل تام، إلا أن محللين أكدوا أن ذلك المطلب ليس واقعياً بحكم الظروف والوجود الإيراني المتشعب في سوريا، وكذلك بحكم المصالح الروسية الإيرانية المشتركة في بعض مناطق سوريا والمنطقة. وقال مصدر روسي إن بلاده لا تستطيع أن تُطالب بخروج الإيرانيين من سوريا لأن الأمر متعلق بمراهنة روسيا على دورٍ بنّاء لإيران في تسوية الأوضاع في سورية، وخشيتها من تأثيرات سلبية في جهود التسوية السياسية التي تقودها في حال انحازت لمصلحة طرف محدد بشكل واضح.

إلا أن مصادر روسية وعربية أكدت أن روسيا ستعمل على إبعاد إيران عن حدود الأراضي المحتلة مسافة 80 كم، وهو الشرط الأساسي المقبول في الحد الأدنى لإسرائيل، بينما تعمل الولايات المتحدة على قطع طريق (طهران – بيروت) في عقدة البادية السورية، وهو السبب الذي دعا واشنطن إلى الاحتفاظ بقاعدة (التنف) في البادية السورية، أما الوجود الإيراني في الداخل السوري ووسط البلاد فلا يبدو أن أحداً يقف ضده، بل على العكس ترى روسيا أنه مفيد وضروري، وتسكت الولايات المتحدة عنه ولا تشير إلى أن إبعاد إيران من هذه المناطق يقع ضمن خططها العسكرية أو السياسية.

وعلى الجهة المقابلة، حمل المبعوث الإيراني إلى موسكو، علي أكبر ولايتي، رسالة لبوتين من المرشد الأعلى الإيراني، قال إنها قد تؤدي إلى انعطافة مهمة جداً في العلاقات بين موسكو وطهران.

وتأتي الزيارة والرسالة في وقت حرج من عمر النظام الإيراني الذي اشتدت عليه الضغوط السياسية والاقتصادية إبان إلغاء ترامب الاتفاق النووي مع طهران وفرض عقوبات اقتصادية موجعة عليها جعلت اقتصادها يتهاوى مما أشعل فتيل احتجاجات شعبية في عديد من المحافظات الإيرانية.

وقال مصدر روسي إن طهران لا تعول كثيراً على موسكو في الضغط على “إسرائيل” لتغيير موقفها في جنوب سوريا، بل تهدف الزيارة إلى تحصيل دعم روسي في الموقف من الاتفاق النووي الذي ألغاه ترامب، وذلك قبيل قمة ترامب – بوتين بعد أربعة أيام في هلسنكي.

هذه التطورات المتسارعة تأتي وسط عمليات عسكرية “إسرائيلية” مكثفة في الجنوب السوري تمثلت بإسقاط طائرة مسيرة للنظام وقصف استهدف مواقعه العسكرية في القنيطرة، دون أي رد أو تدخل من روسيا أو إيران، وكذلك وسط ضغوط سياسية أوربية متزايدة على نظام طهران عبّر عنه زعماء دول حلف الناتو أمس بإبداء قلقهم من أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل