بدأت الحكومة الأردنية التلميح والحديث عن عودة آلاف اللاجئين السوريين من الأردن إلى سوريا بعد اتفاق فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري اليوم الجمعة، مع الجانب الروسي بعد عدة اجتماعات للتفاوض فيما يخص مصير المنطقة.
وقال وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” في تغريدات له عبر حسابه في تويتر اليوم الجمعة أن “تأمين الأشقاء السوريين جنوبي سوريا وعودتهم إلى منازلهم وتلبية احتياجاتهم وضمان أمنهم في وطنهم في مقدم محادثاتنا مع جميع الأطراف”.
وأضاف “الصفدي” أن بلاده ناقشت ضمانات عملية لتحقيق عودة اللاجئين، مشيراً إلى أن “الحل سياسي وحماية المدنيين ومنع تهجيرهم وتجنيب الأشقاء مزيداً من المعاناة مسؤولية الجميع”.
ويأتي حديث “الصفدي” عن عودة اللاجئيين السوريين في الأردن إلى سوريا بعد ساعات من توصل فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري مع الجانب الروسي لاتفاق مبدئي بخصوص مصير المنطقة التي تتعرض لأعنف هجوم تشنه قوات الأسد والمليشيات الإيرانية مدعومة بطائرات العدوان الروسي.
وبحسب الأمم المتحدة، هناك نحو 630 الف لاجئ سوري مسجلين في الأردن في حين تقول المملكة أنها تستضيف نحو 1،4 مليون لاجئ.
و صرح المتحدث الرسمي باسم مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن “محمد الحواري” أن “عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسمياً في الأردن بلغ 657 ألفاً و134 لاجئاً سورياً، بعد أن تم تسجيل 39 ألفاً و442 لاجئاً منذ بداية عام 2016”.
ونقلت وكالة الأناضول عن الحواري قوله: “يعيش من إجمالي المسجلين 516.78 ألف في المدن والقرى الأردنية بنسبة 78.5٪، بينما يقطن الباقون وعددهم 141.65 ألفاً في المخيمات المخصصة لهم بنسبة 21.5٪”.
اتفاق مبدئي بين فصائل درعا والروس
وعن تفاصيل اتفاق الجنوب، قال مراسل “حرية برس” في درعا، إن الاتفاق الذي توصلت إليه الفصائل العسكرية مع الجانب الروسي ينص على على إنسحاب قوات الأسد والمليشيات الموالية لها من 4 قرى شرقي محافظة درعا كان قد سيطر عليها نظام الأسد مؤخراً وهي كحيل والجيزة والمسيفرة والسهوة.
وأضاف مراسلنا، أنه تم الاتفاق على تسليم فصائل الجيش الحر لسلاح الثقيل على دفعات وخروج من يرغب من المقاتلين إلى الشمال السوري.
ولفت مراسلنا إلى أنه سيتم انتشار للشرطة الروسية على الحدود السورية الأردنية، وعودة جميع النازحين إلى مدنهم وقراهم التي خرجوا منها جراء العمليات العسكرية من قبل نظام الأسد وحلفائه، وأشار المراسل إلى أن الاتفاق استثنى ريف درعا الغربي والقنيطرة حتى موافقة الفصائل الموجودة في المنطقتين.
وجاءت جولة التفاوض الأخيرة عقب وساطة أردنية نجحت في إعادة مفاوضي فصائل الجيش الحر إلى الطاولة مع الجانب الروسي بشأن التوصل لاتفاق نهائي ينهي القتال بين الطرفين.
وتقدمت قوات الأسد على عدة محاور في الريف الشرقي والغربي من مدينة درعا، إضافة إلى عملية عسكرية على الحدود السورية الأردنية بعرض ثلاثة كيلومترات باتجاه معبر نصيب الحدودي.
وتشهد محافظة درعا هجوماً وحشياً تشنه قوات الأسد بدعم روسي إيراني منذ نحو ثلاثة أسابيع، وتسبب الهجوم باستشهاد أكثر من 200 مدني وجرح العشرات، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 300 ألف نسمة بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتتفاقم أوضاع النازحين يوماً بعد يوم مع استمرار الجانب الأردني إغلاق حدوده، في ظل غياب كلي للمنظمات الإنسانية والدولية مع بعض المساعدات الخجولة الذي يجمعها الأهالي في الأردن وإرسالها عبر معابر محددة.
عذراً التعليقات مغلقة