’’إلهام‘‘.. طفلة سورية لا يزول عنها الألم

فريق التحرير28 يونيو 2018آخر تحديث :
الطفلة “الهام” بعد التهام النار لوجهها

وليد أبو همام – حرية برس:

كان عمرها ثلاث سنوات عندما كانت على موعد مع الألم، و أي ألم، فلا شيء أصعب من ألم تراه يومياً كلما نظرت في المرآة.

“إلهام العباس”، تلك الطفلة التي كانت ضحية التهجير من سنجار لتجد نفسها و أهلها يعيشون في خيمة كحال آلاف المهجرين من بيوتهم، حيث كان كانت لكل خيمة قصة مليئة بالمآسي، أما خيمة إلهام فقد فلم تقوى على الصمود طويلاً، فبينما كانت الأم تحضر الطعام لعائلتها على الوقود المكرر والذي يعتبر خطير الاستعمال، شبت النار لتأكل ما حولها بسرعة كبيرة فالتهمت خيمة العائلة بكاملها و كان لإلهام نصيب من هذه النار فأحدثت تشوها كبيراً في جسمها و خاصة وجهها.

تم نقلها عبر معبر أطمة الإنساني إلى تركيا للعلاج، وقد رافقها والدها إلى مشفى الجامعة بأنطاكيا وبقيت فيها عشرين يوماً، فلم يعد باستطاعة والدها تحمل تكلفة البقاء في المشفى مع أن العلاج و الدواء كان مجانياً، إلا أن المصاريف الأخرى كانت كبيرة على شخص لم يكن يمتلك شيئاً فكان مجبراً على إخراج إبنته من المشفى دون أن تكمل علاجها و الرجوع إلى سورية، و بإمكانيات بسيطة و مساعدة من أهل الخير حاولوا مواصلة علاج إلهام و لكن النظام المجرم لحق بهذه العائلة و بدأ بصب حممه فوق رؤوسهم لينسوا بذلك وجع إلهام و وجعهم بها.

وبعد عدة سنوات عادت قصة إلهام إلى الذاكرة، هذه الطفلة التي لا يمكن أن تنسى ألمها ولو للحظة، هذا الألم الذي تراه كلما نظرت في المرآة وكلما لمست وجهها وكلما قابلت أطفال بعمرها، فحاول أهلها تخفيف بعض ألمها فاختاروا الإبتعاد بخيمتهم بالقرب من مدينة سرمدا بعيداً عن الناس  وهرباً من الأطفال الذين تسمع تعليقاتهم يومياً من منظرها على أنها وحش.

بلغت إلهام سبع سنوات ولم يتغير حالها وما أعاد قصتها للأذهان هو قصة “مايا” المبتورة القدمين و ما لاقته من إهتمام إعلامي فسارعت المنظمات إلى تقديم الخدمات متناسين أن إلهام لا تختلف عن مايا فكلاهما بعمر الطفولة وكلاهما لا حول له ولا قوة، إلا أن مايا كان لها نصيب كبير من الإهتمام الإعلامي الذي تبحث عنه بعض المنظمات حتى تطفو على السطح.

و رغم كثرة المنظمات التي تزور عائلة إلهام إلا أن مساعدتهم تقتصر على المواد الغذائية، الأمر الذي جعل أهلها يقولون لكل منظمة أنهم لا يريدون الطعام و أنهم يقبلون بأكل التراب إذا كان ذلك يعيد لابنتهم عافيتها.

و من يرى إلهام اليوم وهي تمسك بصورها القديمة تتأمل وجهها الطفولي قبل أن يحترق حتى يحترق قلبه و تدمع عيناه لعظيم مصابها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل