حرية برس:
تستمر حملة قوات نظام الأسد على مدينة درعا جنوب سوريا لليوم السابع على التوالي، بمساندة من المليشيات الأجنبية الموالية لها، في مسعى للسيطرة على المدينة وقطع طرق الإمداد المؤدية إليها.
وتحاول قوات النظام وعناصر المليشيات التقدم نحو مواقع تمركز فصائل الجيش الحر بالمناطق المحررة، باسناد من الطيران الحربي الروسي، وخاصةً بالريف الشرقي الذي أحرزت فيه قوات الأسد تقدماً في الساعات الماضية.
وتترافق الحملة العسكرية البرية على مدينة درعا، مع غطاء جوي مكثف من قبل الطيران الروسي وطيران النظام، وقصف بصواريخ الفيل محلية الصنع، استهدف الأحياء السكنية، وأدى إلى استشهاد أكثر من 40 مدني ومقاتل على الأقل، وإصابة العشرات بجروح خطيرة.
انتهاء خفض التصعيد
أعلنت قاعدة حميميم الروسية في سوريا، اليوم الثلاثاء، عن انتهاء فترة خفض التصعيد في الجنوب السوري وذلك لارتفاع وتير العمليات العسكرية هناك.
وقالت القاعدة عبر معرفاتها الرسمية، ’’يمكن تأكيد انتهاء فترة خفض التصعيد جنوب سوريا بعد خرقها من قبل الجماعات المتطرفة والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي تعمل ضد القوات الحكومية السورية‘‘، على حد قولها، مشيرةً إلى أنه ’’لاتزال الاتفاقية قائمة في مقاطعة إدلب‘‘.
وبدأت قوات نظام الأسد والمليشيات المساندة لها، اليوم الثلاثاء، عملية عسكرية جديدة في جنوب شرق محافظة درعا.
وقالت وكالة سانا الموالية لنظام الأسد، إن ’’قوات النظام تعمل على قطع الطرق وخطوط الإمداد بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية‘‘.
وأضافت الوكالة، أن ’’الجيش العربي السوري يبدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا باتجاه منشآت الصوامع‘‘.
وفي سياق متصل، تمكنت وحدات الدفاع الجوي في العمليات المركزية في الجنوب من إصابة طائرة حربية للنظام واشتعال النيران بأحد محركاتها، أثناء قصفها لبلدات وقرى شرقي درعا.
وقالت مراسلة حرية برس في درعا “لجين المليحان”، إن فصائل الثوار استطاعت إسقاط طائرة حربية من نوع سوخوي 22 بالقرب من المليحة الشرقية، في حين لا يزال مصير الطيار الذي هبط بمظلته بالقرب من أماكن سيطرة النظام بالسويداء مجهولاً حتى اللحظة.
وأضافت المراسلة أن الثوار استعادوا السيطرة على غالبية المواقع في مدينة “بصر الحرير” بعد أن استطاعت قوات الأسد التوغل صباحاً في الأحياء الشرقية، تزامناً مع محاصرة مجموعة كاملة تابعة للميليشيات الإيرانية بداخلها.
واستهدف الطيران المروحي بـ8 براميل متفجرة الأحياء المحررة بمدينة درعا، فيما كثفت طائرات العدوان الروسي غاراتها الجوية على مدينة الحراك وبلدة ناحتة شرقي درعا.
وتجاوزت الغارات الجوية من طائرات الأسد وروسيا الـ500 غارة بالطيران الحربي و35 برميل ألقتها المروحيات في منطقة بصر الحرير ومحيطها، اليوم الثلاثاء، كذلك منطقة الحراك تجاوزت الغارات الـ150 غارة، وفي درعا البلد القى الطيران المروحي 35 برميل، ترافق ذلك مع ثبات للثوار في مختلف الجبهات.
كما أعلنت غرفة العمليات المركزية في الجنوب أن خسائر قوات الأسد والمليشيات المسانده له بلغت أكثر من 53 قتيلاً بين ضابط وصف ضابط وجندي، في حين يواصل الجيش السوري الحر استقدام التعزيزات العسكرية من القنيطرة وريف درعا الغربي لتدعيم الجبهات ضد قوات الأسد ومليشياته شرق درعا، وسط خسائر يتكبدها النظام في المنطقة بشكل يومي.
ارتفاع وتيرة النزوح
قالت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن ما لا يقل عن 45 ألف شخص فروا من القتال في محافظة درعا بجنوب غرب سوريا باتجاه الحدود مع الأردن.
وذكر ’’ينس لايركه‘‘ المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ’’أن مدنيين من بينهم أطفال سقطوا بين قتيل ومصاب وأن مستشفى توقف عن العمل بسبب ضربة جوية‘‘.
وقالت ’’بتينا لوشر‘‘ وهي متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية، ”نتوقع أن يزيد عدد النازحين إلى قرابة المثلين مع تصاعد العنف“.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم مكتب وكالة فرانس برس في دمشق ’’ليندا توم‘‘، اليوم الثلاثاء، “شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية على فرار عدد كبير جداً من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة”، مضيفةً “لم نر من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا”.
وتسيطر فصائل الجيش الحر على 70 في المئة من محافظة درعا والقنيطرة المجاورة، فيما تسيطر قوات نظام الأسد على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.
وتسبب التصعيد الأخير بحركة نزوح واسعة في درعا، وفق مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة.
الأردن ترفض استقبال مزيد من اللاجئين
جددت الحكومة الأردنية، اليوم الثلاثاء، رفضها استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، وذلك لعدم قدرة البلاد على استيعاب موجات النزوح الجديدة من الجنوب السوري.
وقال وزير الخارجية الأردني ’’أيمن الصفدي‘‘، ’’إن حدود الأردن ستبقى مغلقة وإن الأمم المتحدة يمكنها مساعدة السوريين الفارين من العنف داخل بلادهم‘‘.
وكتب الوزير على حسابه الرسمي في تويتر، ”لا تواجد لنازحين على حدودنا والتحرك السكاني نحو الداخل، حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم، نساعد الأشقاء ما استطعنا ونحمي مصالحنا وأمننا“.
تستهدف الاتصالات الأردنية حول الجنوب #السوري حقن الدم السوري ودعم حل سياسي ومساعدة النازحين في الداخل السوري ومنه. لا تواجد لنازحين على حدودنا والتحرك السكاني نحو الداخل. حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم. نساعد الأشقاء ما نستطيع ونحمي مصالحنا وأمننا
— Ayman Safadi (@AymanHsafadi) June 26, 2018
وسبق أن رفضت الحكومة الأردنية على لسان المتحدثة ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام “جمانة غنيمات” لوكالة فرانس برس، استقبال المزيد من اللاجئين السوريين قائلة: “القدرة الاستيعابية في ظل العدد الكبير للسوريين الذين نستضيفهم، من ناحية الموارد المالية والبنية التحتية، لا تسمح باستقبال موجة لجوء جديدة”.
ويشهد الجنوب السوري موجة نزوح كبيرة نظراً لشدة القصف التي تستهدف كافة المناطق الخارجة عن سيطرة قوات الأسد في درعا، والذي يأتي في إطار حملة عسكرية ضخمة تشنها قوات الأسد وحليفتها روسيا بغية السيطرة على هذه المناطق.
ويُذكر أن الأمم المتحدة طالبت في بيان لها أول أمس الجمعة، بوقف التصعيد من جانب نظام الأسد في جنوب سوريا، والالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن هذه “الهجمات أسفرت عن تشريد آلاف المدنيين الذين يتجه أغلبهم صوب الحدود الأردنية”، ومحذرة من عواقب ذلك على “أمن المنطقة”.
وتسعى قوات نظام الأسد الى عزل مناطق سيطرة المعارضة وتقسيمها الى جيوب عدة، ما يسهل عليها عملياتها العسكرية لاستعادة السيطرة على محافظة درعا، وهي الاستراتيجية العسكرية التي لطالما اتبعها النظام لاضعاف الفصائل وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها.
عذراً التعليقات مغلقة