بمائتي ألف ليرة.. المخابرات الجوية تبيع بطاقات أمنية لشبان حلب

فريق التحرير23 يونيو 2018آخر تحديث :
حاجز أمني يتبع لجهاز الأمن العسكري قرب منطقة الشيخ سعيد بحلب، حرية برس©

زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس

أصبحت طرق الاستغلال في مدينة حلب لا تقف عند حد من الحدود فمن أجل الحصول على المال لجأ ضباط فرع المخابرات الجوية في مدينة حلب مؤخراً إلى طريقة جديدة لكسب المال وذلك من خلال بيع الهويات الأمنية التي تخول حاملها التجول في جميع أحياء حلب دون استثناء وعدم التعرض له أو محاولة اعتقاله في حالة إبراز الهوية الأمنية والتي تعرف عن الشخص بأنه عنصر تابع للمخابرات الجوية.

ونتيجة عمليات الاعتقال التي يقوم بها عناصر المخابرات العسكرية والشرطة العسكرية لسوق الشبان والرجال إلى الخدمتين الإلزامية والاحتياطية حتى ولو كان المعتقل غير مطلوب للخدمة الاحتياطية، فإن عناصر الشرطة العسكرية التابعة للنظام باتوا يرفعون في البرقيات المرسلة إلى إدارة التجنيد في العاصمة دمشق بأن هؤلاء الشبان قد سلموا أنفسهم للتطوع والانضمام إلى صفوف القوات المسلحة السورية من أجل محاربة الإرهاب، وفور وصول تلك البرقيات إلى إدارة التجنيد يتم قبول هؤلاء الشبان وفرزهم إلى الثكنات العسكرية في المحافظات السورية، مما جعل العديد من الشبان والرجال يلجأون لشراء تلك الهويات التي تمنحهم حرية التجول دون التعرض للاعتقال من قبل عناصر المخابرات العسكرية والشرطة العسكرية وحتى من قبل عناصر الأمن الداخلي.

وعن كيفية الحصول على الهوية الأمنية تحدث “حرية برس” مع عدة شبان استطاعوا الحصول على الهويات الأمنية وبطرق عديدة، حيث قال (عبد الفتاح) وهو اسم مستعار لأحد الشبان الذين حصلوا على الهوية لحرية برس “أنهيت الخدمة الإلزامية منذ ثماني سنوات وأعلم بأني لست مطلوباً للخدمة الاحتياطية وذلك بسبب أنني أديت الخدمة في مشفى تشرين العسكري التابع للنظام في العاصمة دمشق، وكانت نتيجة الفحص الطبي العسكري بأنه يستوجب علي الخدمات الثابتة بسبب “خلع الولادة”، ولكن بالرغم من ذلك فإنني تعرضت للتوقيف مرات كثيرة على أنني مطلوب للخدمة الاحتياطية وبعد دفعي للمال يقومون بتركي، وقد علمت من صديق لي بأنه بإمكاني الحصول على هوية صادرة عن المخابرات الجوية ولكن تكلفتها مرتفعة ولا يستغرق استخراجها أكثر من أسبوع واحد.

وأضاف عبد الفتاح لحرية برس: استطعت تأمين المبلغ المطلوب وبالفعل حصلت على الهوية الأمنية الصادرة عن المخابرات الجوية، وهي عبارة عن هوية ليزرية تشبه الهوية المدنية، ومنذ نحو شهرين لم أتعرض للاعتقال خصوصاً أنني اقوم بإبراز الهوية على الحواجز.

ومع أن تكلفة الهوية تتجاوز حاجز المئتي ألف ليرة سورية، إلا أن معظم الشبان أبدوا ارتياحهم وذلك بسبب عدم تعرضهم لأي حالة اعتقال، وعدم تعرض الدوريات الأمنية المشتركة لهم، بالإضافة لذلك يحصل حامل تلك الهوية الصادرة عن المخابرات الجوية للعديد من المزايا والميزات وهي التسهيلات التي يصعب على المدنيين الحصول عليها ومنها عدم الوقوف لساعات طويلة على طوابير الأفران للحصول على ربطة من الخبز، وعدم انتظار الدور في الكازيات للحصول على البنزين للسيارة.

ومن المزايا التي يحصل عليها حاملو الهويات الصادرة عن المخابرات الجوية قبولهم في المشافي الحكومية والخاصة واستقبال أي مريض من ذويهم، لأن معظم المشافي الحكومية والخاصة في مدينة حلب تعطي الأولوية للمرضى من العسكريين وعناصر الأفرع الأمنية التابعة لأجهزة النظام.

كما أن هناك أشخاصاًَ من المدنيين يعملون مع عناصر المخابرات الجوية أصبحوا يروجون للهويات الأمنية مقابل حصولهم على مبلغ مالي، وبحسب ما ذكر (خليل) وهو مستخدم مدني يعمل مع المخابرات الجوية فإن (العقيد علي ديوب حسن) رئيس فرع المخابرات الجوية أصبح يصدر تلك الهويات مقابل الحصول على ربع مليون ليرة سورية للهوية الواحدة ولكنه مؤخراً أصبح يتساهل مخفضاً المبلغ إلى مئتي ألف ليرة سورية وهو ما يعادل أربعة مئة وخمسين دولار، وتابع خليل نقوم بالترويج لتلك الهويات بشكل يومي وخلال الأسبوع الواحد يتم إصدار ما بين ثمانية إلى ستة عشر هوية أمنية، أما في حال عدم قيام طالب الهوية بتسديد المبلغ المترتب عليه فإنه يتعرض للاعتقال بتهمة المساس بهيبة الدولة وقد تصل فترة سجنه لأكثر من ثلاثة سنوات.

فيما يحاول من تبقى من الشبان والرجال أن يعيشوا حياة كريمة بعيداً عن تعرضهم للاعتقال أو الإهانة على الحواجز التابعة لأجهزة النظام الأمنية يضطر معظمهم للحصول على الهوية الأمنية الصادرة عن المخابرات الجوية والتي تخولهم العيش بحرية تامة في مدينة حلب التي تعيش حالة من الفوضى والفلتان الأمني نتيجة سيطرة عناصر الشبيحة والميليشيات عليها.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل