حرية برس:
اتهمت الأمم المتحدة، اليوم الاربعاء، قوات نظام الأسد بارتكابها جرائم خلال حصارها لمدن وبلدات الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، شملت بشكل أساسي تجويع المدنيين، ما يجعلها ترقى إلى “جرائم ضد الانسانية”.
وجاء في بيان أصدره المحققون بعد إنهاء تحقيقاتهم، “في ختام أطول حصار في التاريخ الحديث، تندد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بهذه الممارسة الوحشية”.
ونشرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، تقريرها اليوم الأربعاء، والمؤلف من 23 صفحة تفصل معاناة المدنيين في هذه المنطقة.
وقال رئيس اللجنة ’’باولو بينيرو‘‘ في البيان، “من المشين تماماً مهاجمة مدنيين محاصرين بشكل عشوائي، وحرمانهم بشكل ممنهج من الغذاء والدواء”.
واتهم ’’بينيرو‘‘ قوات نظام الأسد باستخدام تكتيكات “غير شرعية” تستهدف “تأديب السكان وإجبارهم على الاستسلام أو الموت جوعاً‘‘.
وأضاف تقرير اللجنة أن “بعض الأعمال التي قامت بها قوات نظام الأسد خلال الحصار، خصوصاً حرمان السكان المدنيين من الغذاء بشكل متعمد، ترقى إلى جرائم ضد الانسانية”.
وأوضح التقرير أيضاً “لقد عانى مئات آلاف السوريين من نساء وأطفال ورجال في أنحاء البلاد طويلاً من التداعيات السلبية والدائمة لهذا النوع من القتال الذي يعود إلى القرون الوسطى”.
كما اتهمت اللجنة أيضاً بتقريرها، الفصائل التي كانت متواجدة في الغوطة الشرقية مثل ’’جيش الاسلام وأحرار الشام‘‘، إضافة إلى ’’هيئة تحرير الشام‘‘ (جبهة النصرة سابقاً)، بارتكاب “جرائم حرب” عبر شنّ هجمات عشوائية على مدينة دمشق، أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، حسب ما أورده التقرير.
وأشار التقرير أيضاً إلى أنه “طوال فترة الحصار اعتقلت مجموعات المعارضة وعذبت بشكل تعسفي مدنيين في دوما بينهم أفراد من أقليات دينية، كما ارتكبت بشكل متكرر جرائم حرب شملت التعذيب وممارسات وحشية، وامتهاناً للكرامات”.
وأكد المحققون الذين لم يسمح لهم بدخول الاراضي السورية، أنهم توصلوا إلى خلاصاتهم هذه استناداً إلى 140 مقابلة أجروها في المنطقة وفي جنيف.
ولفت التقرير أيضاً إلى أنه بسقوط الغوطة الشرقية في الرابع عشر من نيسان/أبريل الماضي، أُجبر 140 ألف شخص على مغادرة منازلهم.
فيما لا يزال عشرات الآلاف منهم حالياً مقيمين بشكل غير قانوني لدى المناطق التابعة لسيطرة قوات النظام في مخيمات أقيمت حول دمشق، بحسب ما جاء أيضاً في التقرير.
وشهدت مناطق الغوطة الشرقية خلال الأشهر الماضية حملة عسكرية شرسة من قبل قوات الأسد وروسيا، أسفرت عن وقوع ألاف الضحايا وتدمير معظم المشافي الميدانية في المنطقة، استخدمت فيها طائرات العدوان الروسي مختلف أنواع الأسلحة والصواريخ شديدة الانفجار من خلال التغطية الجوية للنظام، انتهت بسيطرة قوات الأسد على الغوطة عقب اتفاق مع الثوار يقضي بخروج المقاتلين وعوائلهم، إضافة لمن يرغب من الأهالي باتجاه الشمالي السوري.
Sorry Comments are closed