حرية برس – ترجمة: رانيا محمود
تساءل الصحفي “بيث فرانتزمان” في مقالته في صحيفة “جورساليم بوست” عمن يقف وراء الغارات الجوية التي استهدفت منطقة وادي الفرات الاستراتيجي الذي يضم مليشيات عراقية صباح اليوم الاثنين، بعد أن ألقى نظام الأسد باللوم على الولايات المتحدة، ونفت الأخير ذلك.
وأشار بيث، الذي كان باحثاً في مركز “روبين” للبحوث في الشؤون الدولية، إلى ما جاء على لسان المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية “جوش جاك” لرويترز: “لم يُنفذ أي من أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات بالقرب من البوكمال”، مضيفاً بأن إنكار الولايات المتحدة الواضح يعكس عدم تورطها، حيث أن الولايات المتحدة لا تنكر عادة الضلوع بهجمات نفذتها.
وتساءل بيث “من الذي سيُنفّذ هجوماً ضد مجموعة عراقية شيعية في سوريا؟” واستطرد بيث محاولاً عرض فرضيات تُجيب عن تساؤله، قائلاً: “هناك قوات جوية أخرى تعمل في سوريا قادرة على تنفيذ الضربات الجوية. ففي أبريل / نيسان، نفذت الحكومة العراقية غارات جوية على جيوب داعش في سوريا بالقرب من الحدود، حيث نسقت مع نظام الأسد ونظّمت بشكل وثيق مع التحالف، لأن التحالف موجود في العراق لدعم حملة الحكومة المركزية المناهضة لداعش. إذن فالحكومة العراقية لن تستهدف عن عمد قواتها شبه العسكرية في سوريا.”
ونوّه بيث إلى أن النمط الذي يلقي فيه نظام الأسد باللوم سريعاً على الولايات المتحدة يُشبه ما حدث صباح اليوم الاثنين، حيث سبق وأن ألقت وسائل الإعلام الرسمية السورية اللوم على الولايات المتحدة لضربات جوية من قبل. مثل الضربة على قاعدة سورية قرب حمص في نيسان/أبريل، ثم أشارت تقارير أجنبية لاحقة إلى مسؤولية إسرائيل عن تلك الضربة الجوية.
وأشار بيث في مقالته إلى رد كيان الاحتلال الإسرائيلي على أصابع الاتهام التي توجهت له، بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء “بنيامن نتنياهو” أن إسرائيل ستواصل اتخاذ إجراءات ضد محاولات إيران لترسيخ نفسها في سوريا. وجاء الرد على لسان متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي “إننا لا نعلق على التقارير الأجنبية”.
وأوضح بيث أن أحد الأسباب التي تجعل نظام الأسد يعزو زوراً الهجوم إلى الولايات المتحدة هو أن الدفاع الجوي السوري قد لا يعرف من كان ينفذ الهجوم، لكنه يعرف من أي اتجاه يأتي الهجوم. حيث أن الطائرات التي تحلق في وادي الفرات ستفترض أنها طائرات التحالف، كما يريد النظام إلقاء اللوم على الولايات المتحدة من أجل زيادة التوترات بين روسيا والولايات المتحدة، والتقليل من قدرة إسرائيل على الضرب بعمق في سوريا.
يُذكر أن المنطقة القريبة من البوكمال التي نُفذت فيها الضربات الجوية هي ممر استراتيجي على الحدود من العراق إلى سوريا، وهي منطقة تعمل فيها ميليشيات شيعية مدعومة من إيران منذ أكثر من عام، وهناك مخاوف من أن إيران تسعى إلى إنشاء “ممر بري” عبر العراق إلى سوريا، وأن هذه المنطقة ستستخدم كطريقة لنقل المليشيات والأسلحة، ويشير وجود حزب الله في سوريا إلى الطريقة التي تُنشئ بها الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً، بما فيها تلك التي تشكل جزءاً رسمياً من الحكومة في العراق، شبكة من بيروت إلى طهران.
المصدر
جورساليم بوست
عذراً التعليقات مغلقة