في كل عيد بعد بداية الثورة السورية أهتم كما كثير من السوريين بمتابعة أين سيصلي بشار الأسد وأشاهد كيف يسبح شبيحته بحمده ويستغفرونه ويصلون له.
صلى بشار الأسد هذا العيد في جامع خديجة بمدينة طرطوس غرب سوريا بين حشدٍ من شبيحته ومواليه، وكما جرت العادة نقل تلفزيونه الرسمي صلاة العيد وكان لا بد من مشاهدة خطبة العيد من باب تصنيف الشيخ ومدى تمكنه من التشبيح والتسبيح بحمد بشار الأسد.
وصعد على المنبر محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف في حكومة الأسد وبدأ خطبته بلغته العربية الفصيحة وهو يهلل للقائد الأسد الطويل الحكيم الشجاع المغوار القوي الجبار والمنتصر الخلوق البتار تحدث عن طوله وعرضه وعيونه وجماله حتى وصل به الأمر إلى أن يتحدث عن زوجته وعظمتها.
كيف قاتل في دمشق وكيف حرر حلب وكيف دمر داعش وكيف حصر الإرهاب، دون أن يذكر كيف دمر المدن وقتل أكثر من مليون شهيد واعتقل مئات الألوف من البشر وهجر الملايين، بل وصل الحديث لوصف كيف دمر “إسرائيل” وقصفها وكيف كان سيحرر فلسطين لولا تآمر العالم كله عليه.
ولو سمح الوقت للشيخ الشبيح لكان تحدث عن حرب الأسد وبطولاته على القمر وكيف انتصر على الشمس وكيف ساعد الكابتن ماجد في تحقيق فوزه ضد بسام في آخر مبارة جمعتهما، وكيف كان لبشار الأسد دور كبير في عمل المحقق كونان ومساعدته على اكتشاف الحقيقة بشكل مستمر.
وعليكم أن تعرفوا أن هذا الحديث في خطبة العيد وليس في سهرة من سهرات مدح الملوك والحكام بل في صلاة العيد، ويستمر الشيخ بوصف انتصار الأسد على كل العالم وكيف تمكن من تدمير مخططات الأمريكان والأتراك والخليجيين بحكمته وعقله وإيمانه الكبير.
ولم ينس الشيخ التحدث عن بطولات جيش الأسد وقوته وعظمته وأمانته ومع كل جملة كان لابد له أن يذكر أنهم كصحابة رسول الله في عظمتهم وإيمانهم.
فقال أنهم مثل عمر الفاروق في عدله ومثل أبو بكر في صدقه وأن مدرستهم التي تخرجوا منها والتي أسسها حافظ الأسد الأب هي ذاتها المدرسة التي خرج منها علي ابن أبي طالب وهي التي دمرت مخططات العالم ضد سوريا بسواعدهم وبعظمة قائدهم.
ولكن نسي الشيخ العلامة ذكر أن جنود الأسد البواسل فعلوا كما فعل الكفار في غزوة الخندق فحاصروا المدنيين في غوطة دمشق وحمص وحلب وحاربوهم بلقمة عيشهم وحرقوا وقتلوا ودمروا كما فعل من قبلهم المغول في سوريا والعراق.
ونسي أن يذكر كيف دعس جنود الأسد رؤوس المدنيين في مدينة بانياس التي لا تبعد سوى القليل عن مكان صلاتهم كما نسي أن يقول لهم ما قاله عمر لابن ملك مصر “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا” ولكن مع كل جملة أو كلمة كان يستشهد بحديث أو آية ليشير إلى صحة كلامه وصدق في تجميل صورة القاتل الذي يجلس أمامه.
كما لم يذكر العلامة كيف يسرق جنود الأسد البواسل منازل المدنيين ويعفشون ممتلاكاتهم في كل مدينة أو قرية يدخلونها وكأنها ملكم لهم ومن حقهم ويسارعون بقتل كل مين يطالب بحقه متبعين بذلك سيادة قائدهم بقتل كل ما يخالفه.
وأنا اشاهد هذه الصلاة كان هناك سؤال واحد يجول في خاطري، هل حقاً هذه صلاة لله وللعيد أم أنها صلاة لربهم بشار؟ يا عبيد نعم عبيد الحاكم عبيد القاتل عبيد المجرم ومن سيشاهد منكم خطبة الصلاة سيعرف تماماً كيف كان بشار ينافس الله في هذه الصلاة حتى يمكن أنه تفوق عليه من كثرة ما ذكر الشيخ اسمه ومدحه وتحدث عن كرمه ورحمته، وبين كل فترة وأخرى كان يأتي الشيخ على ذكر الله لكي لا يتهم بالتحيز لقائده على الأغلب.
Sorry Comments are closed