ياسر محمد – حرية برس
على الرغم من عديد حملات المقاطعة التي دعت السوريين وغيرهم من الشعوب، والسياسيين، بما في ذلك زعماء العالم، لمقاطعة مونديال روسيا الذي ينطلق اليوم الخميس، أبدى معظم السوريين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم اهتماماً بالحدث الكروي العالمي لا يقل عن اهتمام أي شعب آخر، حيث ظهرت الاستعدادات على أتمها في الداخل والشتات (بما في ذلك المخيمات)، من إعداد وإنشاء مقاهٍ خاصة بالحدث، وإقبال على شراء اشتراكات في الشبكات الناقلة.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الانسان أصدرت منذ يومين تقريراً بعنوان “كأس العالم في روسيا ممزوج بدماء 6133 مدنياً سورياً قتلتهم روسيا”، وثقت فيه حصيلة أبرز الانتهاكات التي نفذتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول 2015.
وجاء في التقرير أنه في الوقت الذي كانت فيه روسيا تشيد الملاعب والفنادق والمشافي في إطار تنظيمها فعاليات كأس العالم، كانت طائراتها على بعد آلاف الكيلومترات من العاصمة الروسية تدمر وتطحن عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري، وهي بذلك شريك أساسي للنظام في انتهاكاته الجسيمة، كما أنها مسؤولة بشكل مباشر عن انتهاكات جسيمة.
وفي شهر أيار الماضي دعت منظمة هيومن رايتس ووتش قادة العالم إلى الإمتناع عن حضور حفل افتتاح كأس العالم في روسيا في 14 يونيو/حزيران، ما لم تتعهد موسكو أبرز حلفاء نظام الأسد، بحماية المدنيين في سوريا ووضع حد للفظاعات.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة ’’كينيث روث‘‘ في بيان له: ’’باستضافتها أحد أكثر الأحداث متابعة في العالم، تغازل روسيا الرأي العام العالمي وتبحث عن الاحترام‘‘.
وأضاف ’’روث‘‘: ’’على زعماء العالم أن يظهروا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه ما لم يغيّر سياساته ويضع حداً للفظاعات التي ترتكبها قوات الأسد والروسية، فلن يكونوا إلى جانبه في المنصة الرسمية ليلة الافتتاح‘‘.
إلا أن دعوة “رايتس ووتش” لم تلقَ آذانا صاغية، حيث حضر بعض زعماء العالم وكبار السياسيين افتتاح المونديال ومن بينهم زعماء عرب بارزون.
وكانت “مؤسسة العمل من أجل سوريا” افتتحت دعوات المقاطعة لمونديال روسيا في آذار الماضي، وهي مؤسسة غير ربحية معنية بحملات الرأي العام السياسية والإنسانية حول سوريا ومقرها باريس.
وجاء في بيان حملة “العمل من أجل سوريا”: “روسيا التي ارتكبت أفظع المجازر بحق الشعب السوري، إما بشكل مباشر أو عن طريق دعم إجرام وإرهاب نظام الأسد، هي ذاتها من سيستضيف خلال شهر حزيران من العام الحالي كأس العالم، هذا الحدث الذي طالما كان رسالة إنسانية راقية ورمزاً للمحبة والسلام بين شعوب الأرض، وهي بجرائمها في سورية لا تستحق أن تكون حاملة وراعية لهذا الحدث العالمي، ولذلك نطلب من الشعوب المحبة للسلام دعمنا في تجريد روسيا من استضافة كأس العالم”.
مثقفون وسياسيون سوريون ما زالوا مصرين على موقفهم من المقاطعة مطالبين السوريين بمقاطعة “مونديال الدم”، منهم الكاتب والأديب السوري عبد الرحمن حلاق، الذي قال لـ حرية برس: “نعم لقد حاول السوريون الأحرار محاولات عديدة لربط المونديال ببحيرات الدم في سوريا، ولكن كما في السياسة يغيب صوت السوري بشكل مطلق عما يخطط ويدبر لسوريا كذلك في المجالات الأخرى لاوجود له”.
وأضاف الكاتب حلاق: “سيجري المونديال وسيعيش معه غالبية البشر حمى التفاعل والحماسة وستجني روسيا بضعة ملايين إضافية من هذه السياحة الوافدة الطارئة، وستستفيد من انشغال العالم بهذه الكرة السحرية لتحقق الكثير من الأشياء على الأرض، خاصة وأنه لا أحد يكترث بدمنا”.
وأعرب الكاتب السوري المعارض عن اعتقاده بأن “أقصى ما يمكن أن يفعله السوريون الأحرار هو استغلال هذا المهرجان العالمي لإجبار العالم على مشاهدة دمنا إن كان على حشيش الملاعب أو بين الجمهور”.
وختم عبد الرحمن حلاق حديثه لـ حرية برس بالقول: “لا أدري ما الذي يمكن أن يفعله العالم، لكن على الأقل يجب أن نقول للعالم أنكم تلعبون على دمنا وأن الكأس الذي تتنافسون عليه يفيض منه دمنا، وأن روسيا ليست أكثر من مجرم حرب”.
Sorry Comments are closed