مرت 18 عاماً على ذلك اليوم الذي يجب أن يتحول إلى عيد عند غالبية السوريين، أذكر في تلك اللحظة في العاشر من حزيران عام 2000 وأنا جالس في غرفتي أحضر لامتحان الشهادة الثانوية العامة وإذ يصرخ أحد الجيران مات الرئيس مات الرئيس، كانت كلمات من أجمل الكلمات التي أسمعها وفي وقتها أحسست بفرحة ودخل والدي وجارنا يركضون نحو التلفاز وإذ بالمذيع ينعي موت الكلب (حافظ الأسد).
تساؤلات كثيرة وتحليلات أكثر بدأ الشعب يتداولها ولكن بخوف (حتى وهو ميت كان يرعب الشعب بظلمه)، نعم مات الديكتاتور والشعب ظن بأن زمن الديكتاتورية ولى ولن يعود ولكن يا ترى من سيكون الرئيس السوري القادم؟
نعم مات الكلب ولكن بموته عادت الذكريات لدى السوريين لمجزرة حماة التي قتل فيها الآلاف، فهل انتهى زمن المجازر؟
هل انتهى حكم العائلة والطائفة التي تنهب ثروات البلد؟
لكن يبدو أن حقبة الديكتاتورية لم تنته وقد بدت معالمها بنفس الوقت الذي مات فيه حافظ، فقد استنفر الجيش والتحق كل الأفراد بقطعاتهم وتم إيقاف الامتحانات وحزن الشعب حزناً إجبارياً حيث أغلقت المحال التجارية خوفاً من الأمن والناس على أمل الإنتهاء من مهزلة وحكم آل الأسد ولكن كانت الصدمة في ذلك الاجتماع المشؤوم للقيادة القطرية لحزب البعث حينما تم تغيير الدستور ليحق لبشار الأسد ذو الـ34 عاماً بالترشح وطبعا كالعادة لا منافس (الولد حكم البلد).
مات الكلب و استلم الكلب و لكن الكلب الأب كان قد علم الكلب الابن كل أنواع الإجرام فكانت مجازر حافظ لا تذكر أمام مجازر الولد.
عذراً التعليقات مغلقة