زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس
تعيش مدينة حلب حالة من الفوضى والفلتان الأمني بالرغم من الوعود المتكررة التي قطعتها الأجهزة الأمنية من أجل ضبط الفلتان الأمني الحاصل على يد عناصر الشبيحة والميليشيات الذين أصبحوا يبسطون سلطتهم الفعلية على جميع أمور الحياة في المدينة، إذ يسيطر عناصر ميليشيا “لواء القدس” على مداخل ومخارج المدينة شمالاً ويسيطر على المداخل والمخارج الجنوبية ميليشيا “لواء الباقر” و”حركة النجباء”، وغيرهم من الميليشيات الشيعية، وأصبحت سيطرة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام تقتصر على بعض المخافر التي غالباً ما تدار من قبل القياديين في ميليشيات الشبيحة والميليشيات الموالية لإيران، وقد كثرت مناشدات المدنيين في مدينة حلب مطالبين بضرورة العمل على سحب السلاح من عناصر الشبيحة والميليشيات بالإضافة لمنع السيارات التي لا تحمل لوحات معدنية بالسير داخل المدينة، ولكن تلك المناشدات ذهبت ادارج الرياح، بعد مقتل وجرح عدد من المدنيين نتيجة تعرضهم للدهس بسيارات عناصر الشبيحة والميليشيات بالإضافة لتعرضهم للرصاص الطائش والذي يتم إطلاقه خلال الأعراس وبعد إنتهاء المباريات الكروية.
ويوماً بعد يوم يحمل موالو النظام في مدينة حلب الأجهزة الأمنية بما فيها فرع الأمن العسكري والمخابرات الجوية والعسكرية وأمن الدولة مسؤولية الفلتان الأمني الحاصل والتجاوزات المستمرة التي يقوم بها عناصر الشبيحة والميليشيات، فبعد قدوم اللواء محمد ديب زيتون إلى مدينة حلب منذ أقل من سنة توعد بدوره بضبط الفلتان الأمني والفوضى المنتشرة في مدينة حلب، غير أن القرارات التي صدرت تم تداولها لفترة زمنية قصيرة، وقد حدثت الكثير من التجاوزات بما فيها دعس طبيبة الأسنان (تارلا فوسكيان) بالقرب من جامع التوحيد، منذ نحو عشرة أشهر، بالإضافة لمقتل طفل صغير على يد أحد عناصر الشبيحة بعدما قام الطفل بطلب حصوله على وجبة الإفطار خلال شهر رمضان الماضي.
كما وعد (محافظ حلب) حسين دياب عدة مرات خلال جولاته التي يقوم بها في الأسواق المدنيين بأن الأجهزة الأمنية ستقوم بضبط الفلتان الأمني والفوضى التي يرتكبها عناصر الشبيحة والميليشيات ولكن تلك الوعود لم تكن سوى كلاماً تم محوه في اليوم التالي، وشهد حي الفرقان في السادس من شهر حزيران الجاري قيام عناصر من الشبيحة بإطلاق الرصاص الحي عشوائياً قبيل دقائق من أذان المغرب الأمر الذي تسبب بحالة من الخوف والهلع لدى المدنيين، وقال عبد المنعم وهو أحد سكان الحي لحرية برس “تفاجئنا بسماع إطلاق الرصاص الحي عشوائيا وبشكل كثيف، حتى أن الأسلحة التي أطلقت منها النيران هي أسلحة متوسطة وتستخدم في جبهات القتال ولكن أحد عناصر الشبيحة من مجموعة تنتمي للقيادي مهران الحمود قام بإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي وكثيف عقب سماع نبأ مقتل أخيه، إطلاق الرصاص الحي عشوائيا أثار هلع وخوف الأطفال والنساء الذين ظنوا بأن عناصر الشبيحة اشتبكوا فيما بينهم نتيجة المشاكل المتكررة بشكل يومي”.
وتكررت تجاوزات عناصر الشبيحة خصوصاً الأمر الذي أظهر عجز الأجهزة الأمنية بضبط حالات الفوضى والفلتان الأمني الحاصل، حتى أن المدنيين باتوا يعرفون بأن الأجهزة الأمنية لن تستطيع السيطرة على زمام الامور والتي خرجت عن سيطرتها بشكل كامل ونهائي، إذ أن العديد من المدنيين أصبحوا يمارسون حياتهم اليومية بالرغم من هذه التجاوزات والانتهاكات المستمرة، وذلك بسبب قيام الأجهزة الأمنية بأخذ دور المتفرج على ما يحصل في مدينة حلب من إطلاق الرصاص العشوائي والسير بسرعة كبيرة بسيارات تابعة لعناصر الشبيحة بالإضافة للاعتداء على المدنيين الذين يخالفون عناصر الشبيحة المعتدين عليهم.
وبالرغم من ذلك فإن بعض المدنيين مازالوا يناشدون الأجهزة الأمنية التي باتت تتجول في مدينة حلب شكلياً، وليس لها أي أفعال لضبط تلك التجاوزات والانتهاكات، فقد قال بسام في حديثه لحرية برس “طبعا تلك المناشدات لن يكون لها نتيجة ولكن يتحمل المسؤولية الكاملة عن الفلتان الأمني والفوضى المنتشرة في مدينة حلب الأجهزة الأمنية التي لا تأخذ تلك المناشدات على محمل الجد ولم يتم التصرف مع أي مناشدة أو شكوى بشكل مباشر وجدي وهذا الأمر شجع عناصر الشبيحة والميليشيات على مواصلة تصرفاتهم الغير أخلاقية ونشرها في مدينة حلب، بالإضافة لقيامهم بإطلاق الرصاص الحي عشوائياً والتفحيط بالسيارات والقيادة بسرعة كبيرة وهذا الأمر أدى لمقتل وجرح العديد من المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال الذين يكونون على الطرقات ويحاولون قطعها”.
Sorry Comments are closed