* بسام الرحال
يعاني المراسلون والصحفيون في سوريا من تكرار رفض رؤساء التحرير للأفكار التي يطرحونها للنشر، سواء أكان الصحفي يعمل مراسلاً لشبكة إخبارية أو في مجلة أو حتى في وكالة إعلامية، حيث أنهم يواجهون مشكلة عدم الموافقة على أفكارهم والسماح لهم بنشرها.
ويعود سبب ذلك إلى أن معظم مراسلي وصحفيي الثورة السورية من ذوي الخبرة البسيطة أو من الهواة، وتنقصهم معرفة الخطوات الرئيسة في إقناع رئيس التحرير بالموضوع المقترح، فأغلبهم اضطروا للعمل في هذا المجال عندما لم في يكن في بداية الثورة عيون تنقل حقيقة ما يجري، بعيداً عن عدسات و فبركات إعلام نظام الأسد.
بدأ العمل الإعلامي للمراسلين في بداية الثورة السورية ابتداء بتغطية المظاهرات، ومن ثم أحداث القصف والمجازر، وكان باستطاعة أي شخص القيام بذلك حيث كانت الهواتف النقالة تفي بالحاجة، لكن مع انتقال المراسل إلى العمل أكثر احترافية وتنظيماً مع وكالات الأنباء والمجلات الإلكترونية وإعداد التقارير، كان لابد للمراسل من إتباع خطوات لإنجاح أي تقرير ينوي إعداده، وإقناع رئيس التحرير بأهمية الفكرة التي يطرحها، وفيما يلي خمس خطوات تساهم في جعل مديرك يوافق على أي تقرير أو مادة إعلامية تنوي نشرها:
1 – العنوان الرئيسي للقصة
أي موضوع تنوي اعداد تقرير عنه يمكنك اختصار شرحه في ثلاث أو أربع كلمات، وهذا جانب مهم للغاية، ويعبر عن قدرة المراسل على فهم الموضوع بشكل متكامل والإحاطة بجميع جوانبه، بالإضافة إلى إقناع مسؤول التحرير بأهميته وصلاحيته للنشر، لذلك يجب أن يكون العنوان الرئيسي ذو أهمية كبيرة من حيث انتقاء الألفاظ المعبرة والدالة على صلب الموضوع، إذ يعتبر العنوان الرئيسي للقصة بمثابة جرس يجلب انتباه القراء والمهتمين بالمادة الإعلامية التي تنوي نشرها.
2 – أن تكون القصة حصرية و جديدة وغير متكررة
دائما ما تكون الأفكار الجديدة والحصرية محل إعجاب رئيس التحرير في جميع وسائل الاعلام حيث يضمن المراسل الانفراد بها دون غيره، لتكون هذه المادة سبقاً صحفياً و وجبة مميزة مقدمة للجمهور، لاسيما في ظل المنافسة الشديدة بين وسائل الاعلام واستخدام التكنولوجيات الحديثة و أدوات الإعلام التي تغطي كافة جوانب المواضيع المنتشرة.
3 – التقاط صورة معبرة
كلما كانت الصورة التي ينشرها المراسل معبرة عن موضوعه وتضيف إليه، بالإضافة إلى العناصر الفنية للصورة، كلما وجدت لها صدى بوسائل الإعلام ابتداء برئيس التحرير التي تعمل معه، ذلك أن ابتكار أي موضوع غير مدعم بالصور التي تشرح ما يريد المراسل إيصاله من خلال المادة الإعلامية هو موضوع مبهم ولن يجد أذناً صاغية له، لاسيما مع الانتشار الكبير للخدع و للفبركات الإعلامية.
4 – معلومات كافية عن خلفية القصة
لكل فعل ردة فعل، فالأحداث لا توجد معلقة في الهواء فكل حدث له خلفية أو أسباب يجب إبرازها من خلال عملية اقتراح الموضوع على مسؤول التحرير، بالتالي يجب أن تجمع معلومات وفيرة عن خلفية قصتك، لاسيما ما يجيب منها على تساؤلات القارئ وتشوق الجمهور لمعرفة التفاصيل والخلفيات المؤدية إلى تفاقم الحدث ليصل إلى هذه الأهمية التي جعلته مرشحا للنشر.
5- الصدق في الأداء
لا تشغل بالك بما يحققه لك أي موضوع تنشره من نجاح، لكن ضع أمام عينيك صدق الموضوع ذاته، فالنجاح دائماً يتوقف على الصدق في النشر وقناعتك بأنك تكتب ما يمليه عليك ضميرك، فالصدق هو ما يخلق الحماس في العمل، وليس عليك أن تجعل الناس تقتنع برأيك لكن عليك أن تقول بصدق ما تعتقد أنه على حق، واترك الناس كل حسب قناعته.
قد يكون المراسل مفكراً عبقرياً أو كاتباً بارعاً لكنه لا يملك ملكة الكلام، فتجده مثلا خافت الصوت أو العكس، أو قد ينطق بكم هائل من الكلمات أو الكتابات في فوضى تحول دون إبراز أفكاره حتى وإن كانت قيمة، ما يملي على المراسل إتباع خطوات رئيسية وفق ضوابط وقوانين لإيجاد صيغة مقبولة لأي موضوع ينوي طرحه وينال إعجاب الجمهور، وفي مقدمتهم رئيس التحرير .
Sorry Comments are closed