كذلك، وسّع رجال الدين السلفيون مواطئ أقدامهم على المستوى الأعلى من النخبة الدينية السورية، التي كانت حكراً على علماء تقليديين يميلون إلى الصوفية. وتجلّى هذا التغيير في الدور البارز الذي تلعبه هيئة الشام الإسلامية في المجلس الإسلامي السوري الذي يتخذ من إسطنبول مقرّاً له، وهو المرجع الديني الأوّل في صفوف المعارضة السائدة والفصائل غير الجهادية. وإلى جانب التلقين الديني الذي تقدّمه الفصائل المسلّحة السلفية نفسها، تشير هذه التطوّرات إلى أنّه تمّت إعادة رسم خريطة الحقل الديني السوري بشكل دائم. ومن المرجّح أن يستمر ازدياد النفوذ السلفي في ما بعد الثورة لفترة طويلة بعد أن تصبح جبهات الفصائل الإسلامية، التي ظهرت في العامين 2012 و2013، حاشية في تاريخ الصراع السوري.