لماذا لا يتعلم الهجري من التاريخ؟

يمان دابقي25 أغسطس 2025آخر تحديث :
لماذا لا يتعلم الهجري من التاريخ؟

يُعاند شيخ طائفة العقل الدروز في السويداء حكمت الهجري صيرورة التاريخ، متجاهلاً دروس الماضي، وما مرّ على سوريا في صراع الحضارات.

نرى غياباً تاماً للغة العقل، وكلمة العقل من الهجري، وهذا إن دل على شيء فهو يعكس منهج سلوكي، لمشغليه، بات مفروضاً، ومجبراً للسير فيه، ولم يعد هناك خيارات العودة للخلف، تماماً مع اختلاف السياقات ما حدث مع حليفه بشار الأسد حينما وضع نفسه بمسار إجباري كانت نهايته إسقاطه الحتمي في مزابل التاريخ.

لا يخشى الهجري بعد اليوم من النتائج، ولم يعد يُفكر بها، بعد حرقه لكامل المراكب، ولا يهمه بعد الآن، ماذا سيحل بمصير مكون كامل، يقوده حرفياً، إلى مصير مجهول وهاوية ليس لها مستقر.

الهجري أيها السادة، مرّ علينا في سنين سابقة، وسيأتي مثله في أخريات لاحقة، ولا نجاة لنا، إلّا بتهميش الأدوات، ولو ظلّت تنبح ليل نهار، في مظلومية باتت متطرفة، وردة فعل، غلب عليها اللامنطق، وباتت تعكس عن شيء آخر، تماماً عن الذي جرى في أحداث السويداء.

قد لا يريد الهجري، تفتيت سوريا، لكنه بات مجبراً للترويج لممر داوود، ومشاريع تقسيمية انفصالية، ترغبها إسرائيل على أساس أثني وعرقي، وهذا يعني حتماً وضع المكونات في حالة صدامية دائمة.

الهجري أضاع عقله تماماً، وبات أداة طيعة، بيد مشغليه، تأتيه تعليمات، آنية، للتجييش، وحشد رأي محلي، وما خطوة تشكيل حرس وطني، إلّا خطوة في مسار أحادي، يتم فرضه داخل السويداء، عبر الترهيب والتهديد، لشرفاء السويداء ولكل من عارضه.

ماذا علينا فعله، هناك معادلة معقدة، ومركبة، وتحتاج لخطط، وآليات، عمل غير تقليدية، وهي محل نقاش سريع وآني، فيما المؤكد المسؤولية مشتركة على المكونات السورية، وليس الانتظار عمّا ستؤول إليه الحكومة، فمسارها مختلف تماماً عن مسار دور النخب السورية، الوطنية، والمجتمع المدني.

هو منهج مركب بين الشعب والسلطة، ولكلٍ له دور، وعمل هام للخروج من حالة عطب الذات، والاستعصاء. عندما ننجح بالخروج من حالة الاستعصاء، وهذا لن يكون إلّا بتجاوز ظاهرية هجرية مقيتة، حينها سننفذ إلى مرحلة الحلول السريعة، النافعة، ليبقى ما ينفع الناس.

اترك رد

عاجل