حرية برس:
أعلنت مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، اليوم الثلاثاء، سحب آخر قواتها من مدينة منبج السورية التي هددت تركيا مراراً بشنّ عملية عسكرية ضدها قبل أن تتفق لاحقاً مع الولايات المتحدة على “خريطة طريق” بشأنها.
وقالت مليشيا الوحدات الكردية في بيان لها، إنها بعدما أبقت لأكثر من عامين على مدربين عسكريين في مدينة منبج بعد طرد تنظيم الدولية الاسلامية منها لتدريب مقاتلين محليين، “قررت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب سحب مستشاريها العسكريين من منبج”.
وأوردت المليشيا في بيانها، أن المجلس العسكري في منبج والمؤلف من مقاتلين محليين تسلم زمام الأمور بعد طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها، مشيرة إلى أنه ’’قامت قواتنا بالانسحاب من المدينة‘‘ على حد قولها.
فيما أبقت بطلب من مجلس منبح المنضوي أيضاً في مليشيا قوات سوريا الديموقراطية، على مجموعة من المدربين العسكريين بصفة مستشارين لتقديم العون للمجلس العسكري في مجال التدريب، وذلك بالتنسيق والتشاور مع التحالف الدولي، حسب ما زعمّت به المليشيا.
وقررت مليشيا الوحدات سحب مستشاريها حالياً بعد وصول مجلس منبج العسكري إلى الاكتفاء الذاتي، كما قالت، فيما لم يتطرق البيان إلى ’’خريطة الطريق‘‘ التركية الأميركية التي لم تُنشر تفاصيلها.
ويأتي البيان غداة محادثات بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وتركيا أكدا خلالها دعمهما لخريطة طريق حول تعاونهما بشأن مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وصادق وزيرا الخارجية التركي ’’مولود جاويش أوغلو‘‘ والأمريكي ’’مايك بومبيو‘‘، أمس الاثنين، في بيان أمريكي تركي مشترك على خارطة طريق لمدينة منبج شمال سوريا.
فيما قال البيان إن وزيري الخارجية التركي ’’مولود جاويش أوغلو‘‘ والأمريكي ’’مايك بومبيو‘‘ ناقشا أيضاً مستقبل التعاون بين بلديهما في سوريا والخطوات التي يتعين اتخاذها لضمان الاستقرار والأمن في منبج.
وتشكل منبج منذ أسابيع، محور محادثات مستمرة بين أنقرة وواشنطن، تم التوصل بموجبها الى “خريطة طريق” لتلافي وقوع أي صدام، وتنتشر في مدينة منبج قوات أميركية وفرنسية من التحالف الدولي.
وسبق أن أعلنت كلاً من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا اتفاقهما على وضع خريطة طريق موحدة من أجل ضمان الأمن والاستقرار بشأن مدينة منبج شمال سوريا.
وتسيطر على مدينة منبج مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية والتي تعتبرها انقرة منظمة إرهابية، فيما تقول إنها فرع لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، في حين ان الولايات المتحدة، التي لديها وجود عسكري في منبج، تدعم عسكرياً هؤلاء المقاتلين الأكراد بحربهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية ’’داعش‘‘، مما يثير هذا الدعم غضب المسؤولين الاتراك.
وكانت تركيا قد وعدت مراراً وتكراراً بشنّ عملية عسكرية ضد المليشيات الكردية في منبج وما حولها بعد سيطرة القوات التركية وفصائل الجيش الحر المدعومة منها على منطقة عفرين العام الجاري.
وأثارت التهديدات التركية توتراً بينها وبين حليفتها واشنطن، فيما نددت أنقرة دائماً بالدعم الأميركي لمليشيا الوحدات الكردية، والتي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها منذ عقود.
عذراً التعليقات مغلقة