ماعلاقة الاحتباس الحراري بحمى الضنك الوخيمة؟

فريق التحرير31 مايو 2018آخر تحديث :

قد يتيح لنا حد الاحتباس العالمي إلى 1.5 درجة مئوية تفادي نحو 3.3 مليون حالة من حمى الضنك كل عام في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وحدهما، وفقاً لأبحاث جديدة في جامعة إيست أنجليا.

وكشف تقرير جديد نشر في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم أن الحد من الاحترار والوصول إلى هدف اتفاقية الأمم المتحدة في باريس قد يوقف انتشار حمى الضنك حتى في المناطق التي ما زلت فيها معدلات الإصابة منخفضة اليوم. وقد يؤدي ارتفاع الاحترار العالمي إلى 3.7 درجة مئوية إلى زيادة تصل إلى 7.5 مليون حالة إضافية سنوياً بحلول منتصف هذا القرن.

وحمى الضنك مرض استوائي يسببه فيروس ينتشر عبر البعوض، وتشمل أعراضه حمى وصداعاً وآلاماً في العضلات والمفاصل. وينتشر المرض في أكثر من 100 دولة، ويصيب حوالي 390 مليون شخص في حول العالم كل عام، 54 مليوناً منهم في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.

ويعيش البعوض الذي يحمل الفيروس وينقله في الطقس الحار والرطب، ولذلك ينتشر المرض أكثر في المناطق التي توجد فيها هذه الظروف الجوية. ولا يوجد علاج محدد أو لقاح لحمى الضنك، وفي حالات نادرة قد تكون مميتة. وقال كبير الباحثين الدكتور “فيليبي كولون جونزاليز” من كلية العلوم البيئية في جامعة إيست أنجليا ومركز تيندال لبحوث التغير المناخي «يزداد القلق بشأن التأثيرات المحتملة لتغير المناخ على صحة الإنسان. وعلى الرغم من أننا نعرف أن حد الاحترار إلى نحو 1.5 درجة مئوية ستكون له فوائد على صحة الإنسان، إلا أن مقدار هذه الفوائد ما زال غير محدد تماماً».

وأضاف «هذه أول دراسة تُظهر أن خفض الاحترار من 2 درجة مئوية إلى 1.5 درجة مئوية يمكن أن يكون له فوائد صحية مهمة.» وتهدف اتفاقية المناخ في باريس إلى جعل متوسط درجة الحرارة العالمية أقل بدرجتين مئويتين ومتابعة الجهود للحد من درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ودرس الفريق تقارير حمى الضنك المؤكدة السريرية والمختبرية في أمريكا اللاتينية، واستخدم محاكاة حاسوبية للتنبؤ بآثار الاحترار في ظروف مناخية مختلفة. ووجد الباحثون أن الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين قد يخفض حالات الإصابة بحمى الضنك بنسبة تصل إلى 2.8 مليون حالة سنوياً بحلول نهاية القرن، مقارنة بحالة ارتفاع مستوى الحرارة العالمي بمقدار 3.7 درجة مئوية. ويؤدي الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية إلى انخفاض إضافي في الحالات بنحو نصف مليون في العام.

أما المكسيك والكاريبي وشمال الإكوادور وكولومبيا وفنزويلا وسواحل البرازيل فستكون الأكثر تضرراً من الزيادة في حالات حمى الضنك. وستكون البرازيل المستفيد الأكبر للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، إذ ستتجنب نصف مليون حالة سنوياً بحلول العام 2050 و1.4 مليون حالة سنوياً بحلول العام 2100. ووجد الفريق أيضا أن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري سيحد أيضاً من انتشار حمى الضنك في المناطق التي ما زال فيها معدل الإصابة منخفض اليوم مثل الباراجواي وشمال الأرجنتين.

وقال الدكتور إيان ليك، المؤلف المشارك في الدراسة «إن فهم تأثيرات الاحتباس الحراري على صحة الإنسان وتسجيلها أمر بالغ الأهمية للتأهب والاستجابة لمتطلبات الصحة العامة. وبلغ الاحترار اليوم درجة مئوية واحدة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وحتى إن أوفت الدول بتعهداتها الدولية بتخفيض ثاني أكسيد الكربون، سنصل إلى معدل 3 درجات مئوية فوق تلك المستويات، لذا من الواضح أن أمامنا عمل كثير لتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون، ويجب أن نسرع إن أردنا تجنب هذه التأثيرات.»

وقادت هذا البحث جامعة إيست أنجليا في المملكة المتحدة، بالتعاون مع زملاء في جامعة ولاية ماتو جروسو في البرازيل. ونشر البحث في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في 28 مايو/أيار 2018.

المصدر مرصد المستقبل
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل