ملامح تفاهمات دولية بشأن مستقبل الجنوب السوري

فريق التحرير27 مايو 2018Last Update :
مقاتلون من الجيش السوري الحر في القنيطرة قرب حدود الأراضي المحتلة، 24 أغسطس 2017، رويترز

حرية برس

تراجع نظام الأسد عن تهديداته بفتح معركة في الجنوب السوري، غداة تحذيرات أميركية من رد “صارم” حال التصعيد في المنطقة.

وأعلن القائم بأعمال سفارة نظام الأسد لدى الأردن، أيمن علوش، أن دمشق ليست بحاجة لعملية عسكرية بالمناطق الجنوبية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا، مشيراً إلى أن هناك إمكانية للخروج من الموقف عن طريق الحوار.

وبرر علوش جدوى الحوار بأن “الحالة تبلورت بسبب وجود نوع من التفهم للوضع على الأرض داخل سوريا، وكذلك بسبب الموقف الأردني الذي ساهم وبشكل فاعل في حلحلة الموقف”.

وأشار إلى أنه “من مصلحة الأردن استقرار الوضع في جنوب سوريا” مضيفاً أنه “وحسب الاتفاق الموقع بين روسيا والأردن إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه يسمح ببقاء جماعات مسلحة في مناطق خفض التوتر في جنوب سوريا، والتي أنشئت عام 2017”.

وتأتي تصريحات علوش عقب حرب نفسية بدأها نظام الأسد في الجنوب، حيث ألقت المروحيات منشورات تحذيرية تحض المقاتلين على الاستسلام، بالتزامن مع الدفع بتعزيزات عسكرية تشمل الفرقة الرابعة وقوات “النمر” و”لواء القدس” الفلسطيني.

وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء إحدى مناطق خفض التصعيد باتفاق أميركي – روسي – أردني تم إبرامه في يوليو الماضي. وحاولت قوات الأسد العام الماضي مراراً التقدم إلى مناطق سيطرة الجيش الحر في المدينة وخاضت ضده معارك عنيفة من دون أن تحرز تقدماً.

أميركا تحذر

وهددت الولايات المتحدة نظام الأسد باتخاذ اجراءات “صارمة” في حال انتهكت قواته اتفاقاً لوقف إطلاق النار وذلك غداة إلقاء جيش الأسد منشورات فوق محافظة درعا تحذر من عملية عسكرية وشيكة.

وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بياناً في وقت متأخر الجمعة أعربت فيه عن “قلقها” جراء التقارير مشيرة إلى أن المنطقة المعنية تقع ضمن حدود منطقة خفض التوتر التي اتفقت عليها مع روسيا والأردن العام الماضي.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت “نحذر النظام السوري كذلك من القيام بأي تحركات تهدد بتوسيع النزاع أو زعزعة وقف إطلاق النار”، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب أعاد التأكيد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على الاتفاق خلال اجتماع في فيتنام عقد في تشرين الثاني/نوفمبر.

وأوضحت أنه “بصفتها ضامنة لمنطقة خفض التصعيد هذه بالاشتراك مع روسيا والأردن، ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات صارمة ومناسبة للرد على انتهاكات نظام الأسد”.

مبادرات مطروحة

بين التهديد والتهدئة، يتصدر مصير الجنوب أحاديث السوريين والمعنيين بالقضية السورية، وتأتي مساعي نظام الأسد في التوجه نحو الجنوب بعد نجاحه في إخراج فصائل الثوار والمعارضة من ضواحي دمشق وحمص، بغرض كسب المزيد من الأوراق السياسية وإخضاع المعارضة، وافتتاح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ذو الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية.

وبحسب كشف مصدر مطلع لـ”حرية برس” (رفض ذكر اسمه) قبل أيام فإن روسيا ونظام الأسد يريدان فتح معبر نصيب ليكون الأوتستراد الدولي بأكمله تحت سيطرة النظام بدءاً من معبر نصيب وصولاً لمعابر حلب ولبنان.

وقد تشير تصريحات القائم بأعمال سفارة نظام الأسد لدى الأردن إلى موافقة الأردن وفصائل معارضة في الجنوب على افتتاح معبر نصيب، حيث قال محدثنا إن روسيا ستقدم العرض المذكور على الفصائل العسكرية والمعارضة في الجنوب، مشيراً إلى أنه في حال تم الرفض سوف يكون تصعيد عسكري في محافظة درعا.

من جهة أخرى كشفت صحيفة “الشرق الأوسط” عن عرض أميركي بشأن الجنوب، قالت فيه إن مساعد نائب وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد عكف في الأسبوع الماضي على صوغ مقترح استمزجه مع دول إقليمية. وتضمن العرض الذي كان مقرراً بحثه مع الجانب الروسي انسحاب جميع الميليشيات السورية وغير السورية إلى عمق 20 – 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية، ونقل مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى إدلب شمال سوريا، وعودة جيش الأسد إلى الحدود وعودة مؤسسات الدولة إلى درعا، وإعادة فتح معبر نصيب بين سوريا والأردن، إضافة إلى تشكيل آلية أميركية – روسية للرقابة على تنفيذ هذه البنود.

وبموازاة التحركات الأخيرة للمليشيات الإيرانية في الجنوب، قالت الصحيفة إن نظام الأسد بعث مقترحاً عبر وسطاء إلى دول إقليمية تضمّن: انسحاب “حزب الله” وميلشيات إيران 25 كيلومتراً بعيدا من خط فك الاشتباك من هضبة الجولان المحتلة، وفق ترتيبات تسمح بوجود مجالس محلية في بيت جن وقرى في الجولان المحرر والبحث عن إمكانية إحياء اتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974 الذي يتضمن منطقة محايدة ومنطقة منزوعة السلاح وأخرى محدودة السلاح يراقبها نحو 1200 عنصر من “قوات الأمم المتحدة لفك الاشتباك” (اندوف).

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل