قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء بعد اجتماع مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو إن أوروبا والولايات المتحدة ”بعيدتان كل البعد عن حل وسط“ بشأن موقف واشنطن من اتفاق إيران النووي الموقع في 2015.
وأضاف ماس أنه لم يتم تقديم معلومات جديدة خلال الاجتماع وأنه اقترح عقد اجتماع رباعي بين ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لبحث سبل المضي قدما.
وأعرب ماس عن قلقه حيال الحالة التي عليها العلاقات على جانبي الأطلسي، وفي الوقت نفسه، أكد ماس أن ” أمريكا شريك مهم بالنسبة لنا”، وطالب بتناول الآراء المختلفة بشكل مفتوح.
وكان الوزير الألماني قال أمس إنه أوضح الموقف الألماني والأوروبي خلال نقاش صريح وبناء مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون مشيرا إلى ضرورة تجنب استئناف إيران لأنشطتها النووية.
وبدوره جدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأربعاء عزم الولايات المتحدة على ممارسة ضغوط اقتصادية على إيران للتصدي لأنشطتها في الشرق الأوسط، في إطار الاستراتيجية الجديدة للتعامل مع تهديدات طهران التي أعلنتها إدارة الرئيس دونالد ترامب الاثنين الماضي.
وأوضح الوزير أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم للشعب الإيراني، والخوض في تفاصيل اتفاق جديد مع نظام طهران في حال نفذ المطالب الأميركية وغير مساره الحالي.
وأضاف أن وزارة الخارجية ستنسق مع وزارة الدفاع الأميركية جهود التصدي للتهديدات الإيرانية الحالية.
وقال بومبيو إن الولايات المتحدة تعول على العمل مع حلفائها وأصدقائها لتحقيق الغاية المشتركة لوقف التهديدات الإيرانية النووية وغيرها.
ومن جهته حدد المرشد الإيراني علي خامنئي شروطه للاتحاد الأوروبي، لاستمرار الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة.
جاء ذلك في كلمة متلفزة بثها التلفزيون الرسمي، الأربعاء، خلال استقباله قادة الجيش والزعماء السياسيين الإيرانيين في مقر إقامته بالعاصمة طهران.
ودعا خامنئي خلال كلمته أوروبا “إثبات مصداقيتها في العمل بالاتفاق النووي”. مطالبًا الاتحاد الأوروبي بـ “إنهاء صمته بشأن الخروقات الأمريكية للاتفاق النووي”.
كما دعا خامنئي الاتحاد الأوروبي لتوفير الضمانات اللازمة لبيع النفط الإيراني. وقال: “على البنوك الأوروبية توفير الضمانات اللازمة للتجارة مع إيران”.
وذكر المرشد الإيراني أنه في حال أي تأخير أوروبي في الرد، فإن “إيران تحتفظ لنفسها بحق بدء أنشطتها النووية”.
واعتبر خامنئي أن الخطوات التي تتخذها الولايات المتحدة، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، تهدف لتغيير النظام في طهران.
واتهم خامنئي الولايات المتحدة “بعدم الوفاء بالتزاماتها، وأن حالة عدم الوفاء بالالتزامات ليست حكرًا على عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب”.
كما اتهم خامنئي بريطانيا وفرنسا وألمانيا “بمحاباة الولايات المتحدة واتباع نهجها في القضايا الحساسة”.
والإثنين الماضي، طرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو 12 شرطًا لتطبيع العلاقات مع إيران من بينها “التخلي عن دعم الإرهاب”، ووقف برنامج تطوير الصواريخ البالستية، إضافة إلى مطالب تخص برنامج طهران النووي وأنشطتها في المنطقة.
وأعلنت طهران في نفس اليوم، رفضها لهذه المطالب، معتبرة إياها “تدخلًا في الشؤون الإيرانية”.
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي وسوف تفرض عقوبات على ايران والشركات التي تتعامل معها اعتباراً من شهر آب/أغسطس المقبل. من جانبه، قام الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي بتفعيل قانون خاص للحد من تأثير العقوبات الأمريكية ضد الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران.
عذراً التعليقات مغلقة