حكاية شعبية للأطفال تقول: كان هناك عنزة وعندها صغيرتان، الأولى اسمها سنيسلة والثانية اسمها رباب، أرادت الأم أن تخرج لتجلب الطعام لها ولصغيرتيها، لكن قبل أن تخرج أوصتهما وبحرص شديد أن تقفلا الباب من خلفها جيداً، وألا تفتحا لأي طارق كان سواها، وبعد أن تتأكدا من أنها هي بعينها، وقالت لهما أن كلمة السر بينهن ستكون “يا سنيسلة يا رباب افتحني لأمكن الباب”.
وفي هذه الأثناء كان الذئب يقف خلسة خلف الباب وقد سمع كل ما دار من حديث بين العنزة وابنتيها الصغيرتين.
خرجت الأم، انتظر الذئب لبعض الوقت ثم جاء وطرق الباب قائلاً “يا سنيسلة يا رباب افتحني لأمكن الباب” انتبهت الصغيرتان بأن الصوت لا يشبه صوت أمهما قالتا له: إن صوت أمنا ناعم وصوتك خشن، أنت لست أمنا.
فذهب الذئب سريعاً وتناول بعضاً من العسل والحلوى حتى أصبح صوته ناعماً وعاد ثانية وطرق الباب ونادى بصوت ناعم “يا سنيسلة يا رباب افتحني لأمكن الباب” وكان الصوت هذه المرة ناعماً مثل صوت أمهن، قالت الصغيرتان نريد منك أن تمد ذنبك من تحت الباب لكي نتأكد، مد الذئب ذنبه، فقالت الصغيرتان ذنب أمنا أسود وذنبك رمادي إذهب من هنا أيها الماكر اللعين.
ذهب الذئب سريعاً وصبغ ذيله باللون الأسود وعاد محاولاً الكرة ثالثة، طرق الباب وقال” يا سنيسلة يا رباب افتحني لأمكن الباب”، وكان الصوت ناعماً، قالت الصغيرتان نريد أن نرى ذيلك من تحت الباب، فمد ذيله وكان أسوداً مثل ذيل أمهن، فتحت الصغيرتان الباب للذئب فانقض عليهما وأكلهما على الفور.
عادت الأم فلم تجد صغيرتيها فعرفت أن الذئب قد فعل فعلته، فذهبت وبحثت عنه حتى وجدته، فضربته بقرنييها الحادين في بطنه فشقت بطنه وأخرجت صغيرتيها وعادت بهما إلى البيت.
ونحن كم من ذئب ماكر جاء وقد نعم صوته وصبغ ذيله ولحيته، وطرق باب ثورتنا، وعلى حسن نيتنا فتحنا لهم قلوبنا وبلادنا، فأكلونا وأكلوا أبناءنا وثورتنا ووطننا.
وإذا استطاعت الأم في نهاية القصة الأسطورية أن تستعيد بناتها من بطن الذئب، فمن سيستعيد لنا ثورتنا ووطننا بعد أن تقاسمتهما بطون كل وحوش الأرض؟. نعم نستطيع عندما نجمع أمرنا وتكون لنا مرجعية واحدة حتى لو كانت عنزة عرجاء.
عذراً التعليقات مغلقة