لجين مليحان – درعا – حرية برس:
في وسط زحمة الهموم المتزايدة يوماً بعد يوم على الشعب السوري والعبء المعيشي الصعب، فقد ﺃﺻﺒﺢ ﺭﻏﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺍﻟﺸﺎﻏﻞ للأهالي ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺮﺭﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻓﺎﺏ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺤﻴﻦ، ﺗﻤﻬﻴﺪﺍً ﻟﻘﻄﻌﻪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺃﻳﻠﻮﻝ/سبتمبر ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ.
وقال المهندس ’’رياض الربداوي‘‘ مدير فرع حبوب درعا الحرة لحرية برس: ’’إنه بعد انتهاء الاحصاء الزراعي وحصر المساحات المزروعة بالقمح بمحافظتي درعا والقنيطرة، فأننا نقوم كل موسم بجولة ميدانية على الحقول للأطلاع على واقع الموسم وتحديد الإنتاجية بوحدة المساحة، إن كانت الزراعة بعلية أو مروية بكل منطقة، وذلك لتقدير الإنتاج للموسم القادم من القمح القاسي ووضع خطط شراء الموسم ضمن الأمكانيات المتاحة للمؤسسة‘‘.
وتابع ’’الربداوي‘‘ قائلاً: ’’تبين لنا بعد الجولة أنه يوجد تباين بالإنتاج بين البعل والمروي حيث توقعات الزراعة البعلية ضعيفة جداً إلى معدومة أما المروية فالأنتاج جيد ومبشر، ونتوقع إنتاج بالمحافظة من 35 ألف طن حتى 40 ألف تقريباً‘‘.
وأوضح ’’الربداوي‘‘، ’’إننا نحاول شراء أكبر كمية ممكنة خلال الموسم من القمح لتغطية النقص من الطحين بعد توقف برنامج المساعدات الغذائية وعن طريق المؤسسة والمؤسسات الثورية والمجالس المحلية وحتى تشجيع الفلاحين عدم البيع لنظام الأسد والاحتفاظ بكمية من القمح، لكي تبقى بالمناطق المحررة لنتمكن من شراءه من الفلاحين بمراحل لاحقة، حيث أن السيولة المالية للمؤسسة حالياً ضعيفة ولاتكفي لشراء الموسم‘‘.
وذكر ’’الربداوي‘‘ أن الحكومة المؤقتة غير مدعومة وعملية الشراء ستكون من رصيد المؤسسة العامة للحبوب، موضحاً أن القمح في حوران من النوع القاسي الذي يحتاج إلى خلطه مع النوع الطري ليعطي مادة الخبز بمواصفات جيدة.
بدوره، ﻗﺎﻝ ’’ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﺒﻄﻴﻦ‘‘ ﻧﺎﺋﺐ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺩﺭﻋﺎ ﺍﻟﺤﺮﺓ لحرية برس: ’’ﺇﻥ ﺍﻧﺨﻔﺎﺽ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺗﺪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻓﺎﺏ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﺩﻓﻌﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، مما ﺍﺿﻄﺮﻧﺎ ﻟﺮﻓﻊ ﺳﻌﺮ
ﺭﺑﻄﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ 25 ﻟﻴﺮﺓ ﻟﻠﻜﻴﻠﻮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ، ﻭﻗﺪ ﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻨﻘﺺ، ﺇﻻ ﺃنه ﻟﻢ ﻳﻜﻦ لدينا خيار ﺳﻮﻯ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ‘‘.
ﻭﺃشار ’’ﺍﻟﺒﻄﻴﻦ‘‘ إلى أنه ’’ﻋﻘﺪﻧﺎ ﻋﺪﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺤﺒﻮﺏ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺧﻄﺔ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺣﺘﻰ ﻻﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺯﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﻂ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻟﻨﺎ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺪﺍﻋﻤﻴﻦ ﻻﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻟﺴﻨﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﺣﺘﻰ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻹﻳﺠﺎﺩ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻟﺪﻋﻢ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻄﺤﻴﻦ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﻣﺪﻋﻮﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‘‘.
ونوّه ’’البطين‘‘ إلى أنهم لم يجدوا أحد يدعمهم ﺑﺬﻟﻚ، مشيراً إلى أن ’’العمل ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺟﺎﺭﻱ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺩﻋﻤﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﻘﺒﻮلاً ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ‘‘.
وأكد نائب محافظ درعا أن ’’ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻌﻨﻲ ﺑﺎﻷﻣﺮ، فكلنا ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺃﻭ ﻋﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﺪﻧﻴﻴﻦ، ﻓﺎﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻌﻨﻲ ﺑﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭﺓ ﻟﺮﻓﻊ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻘﻤﺢ، ﻓﻬﻮ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺑﺎﻟﻠﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺻﻴﺪ‘‘.
وكانت قد أصدرت محافظة درعا الحرة بوقت سابق، بياناً شددت فيه على تنبيه وتوجيه الفلاحين لعدم توريد مادة الطحين خارج مناطق حوران وتحذيرهم من الطمع.
وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﺤﻠﻴﺔ في شهر آذار/مارس الماضي لحرية برس، إن ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻓﺎﺏ ﻓﻲ ﺩﺭﻋﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻄﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﺩ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺩﺭﻋﺎ ﻭﺍﻟﻘﻨﻴﻄﺮﺓ، ﺍﺑﺘﺪﺍﺀً ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻧﻴﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﺃﻳﻠﻮﻝ، ﻭﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺋﻪ ﺳﻴﺘﻢ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻤﻨﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ.
ﻭﺫﻛﺮﺕ المصاﺩﺭ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﺒﺐ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻹﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ، ﺑﻞ إنها ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﻨﺤﺔ ﻛﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺢ ﻟﻬﺎ ﻣﻮﻋﺪ ﻣﺤﺪﺩ، ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺪ، ﻭﺗﺒﻠﻎ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺯﻋﺔ ﺷﻬﺮﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ 600 ﻃﻦ ﻓﻠﻮﺭ، ﻭ250 ﻃﻦ ﻃﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ.
عذراً التعليقات مغلقة