حرية برس:
قُتل شخص وأصيب ستة آخرون بجروح خلال قمع احتجاجات وقعت، مساء الأربعاء، في مدينة كازرون جنوب إيران.
وقالت وكالة الإيرانية للأنباء، اليوم الخميس، إن شخصاً واحداً على الأقل قُتل في مدينة كازرون في جنوب إيران عندما أضرم محتجون النار في مركز للشرطة، فيما أصيب ستة اخرون بجروح.
وأوضحت الوكالة ”تجمع عدد محدود من الأشخاص للاحتجاج على قرار اتخذه مسؤولون محليون لاقتطاع بعض أحياء كازرون وضمها إلى مدينة جديدة“.
ورفضت وكالة فارس تقارير أوردتها بعض جماعات المعارضة عن مقتل عدد من الأشخاص في الاحتجاجات وقيام قوات الأمن باعتقال العشرات، فيما وصفت هذه التقارير بأنها ”زائفة ومبالغ فيها“.
وزعمّت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية إن احتجاجات سلمية تجري على مدى أسابيع ضد القرار في كازرون الواقعة على بعد 900 كيلومتر إلى الجنوب من طهران، مضيفة أن الاحتجاجات انتهت بعد أن وعدت السلطات بعدم إدخال أي تغيير على خارطة المدينة“.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن مسؤول محلي قوله إن الوضع بات تحت السيطرة في كازرون ”لكن ما زالت هناك بعض الاحتجاجات المتقطعة“.
من جانبه، أعلن محافظ فارس الإيرانية ’’اسماعيل تبادار‘‘، أن الأوضاع في مدينة كازرون باتت الآن تحت السيطرة على الرغم من استمرار بعض المواجهات المتفرقة.
واعتبر ’’تبادار‘‘ في تصريح صحفي أدلى به، اليوم الخميس، التجمعات الاحتجاجية التي نظمت أمس واليوم في مدينة كازرون، غير قانونية، وقال: ’’إن الذين يشاركون في التجمعات أو يحثون الآخرين على المشاركة فيها لا يريدون بالتأكيد مصلحة المواطنين والمدينة‘‘.
وأضاف ’’تبادار‘‘ حسب ما نقلته وكالة ’’فارس‘‘، أن ’’التعاون والمواكبة من الشعب سيؤديان بالتأكيد إلى الوقوف أمام الذين يريدون استغلال الأوضاع لإثارة الشغب والفوضى‘‘.
ودعا محافظ فارس أهالي المدينة إلى عدم الاكتراث ’’بالشائعات التي يتم الترويج لها في شبكات التواصل الاجتماعي‘‘، لافتاً إلى أنه لا صحة لأعداد القتلى والجرحى التي يروج لها البعض، حيث أن شخصا واحدا فقط قتل خلال المواجهات التي حصلت مساء الأربعاء، حسب زعمه.
من جهتها، تحدثت مصادر إعلامية معارضة عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة أكثر من 20 اخرين بجروح، متهمة قوات الأمن بإطلاق الرصاص على المتظاهرين.
بدورها، أفادت قناة صوت الشعب الداعمة للاحتجاجات، أن حشودًا واسعة من أهالي مدينة كازرون نزلوا للشوارع؛ احتجاجًا على قمع السلطات الأمنية.
ونقلت القناة عن مصادر حقوقية مطلعة قولها، إن “أحد المتظاهرين توفي، صباح اليوم الخميس؛ متأثرًا بجروح أصيب بها الليلة الماضية”، مضيفة أن “75 متظاهرًا أصيبوا بجروح، بينهم حالات خطرة”.
وأوضحت القناة بحسب مصادر ميدانية، أن “تعزيزات عسكرية وصلت إلى كازرون، فيما انقطعت شبكة الإنترنت والاتصالات في المدينة لوقت طويل”.
وكانت مصادر حقوقية إيرانية، قالت في وقت سابق، من اليوم، إن ما لا يقل عن 200 من المتظاهرين بمدينة “كازرون” التابعة لمحافظة فارس جنوب إيران، اعتقلوا .
وأظهرت لقطات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوات الأمن وهي تطلق القنابل المسيلة للدموع. كما ظهرت صور لبعض الجثث والأشخاص المصابين.
واستمرت مظاهرات أهالي مدينة كازرون في محافظة فارس جنوب إيران، اليوم الخميس، لليوم الثاني على التوالي بعد سقوط قتلى مساء الأربعاء، بينما أفادت منظمات حقوقية باعتقال المئات من المتظاهرين المحتجين على قرار حومي لتقسيم المدينة إلى ناحيتين.
فيما ذكرت الحملة الدولية لحقوق الإنسان أن مواجهات ليلة الأربعاء شهدت سقوط 3 قتلى، اعترفت السلطات بمقتل واحد من المتظاهرين فقط.
وفي سياق متصل، أشارت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلى أنه ’’اعتقلت عناصر المخابرات والأمن للنظام أعدادا كبيرة من المواطنين لاسيما الشباب في المدينة، وفي أعقاب ذلك احتشدت مئات من المواطنين أمام مركز قوى الأمن الداخلي مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين، كما أن إمام جمعة مدينة كازرون الملا خرسند حضر المشهد بهدف خداع المحتجين وتفريقهم إلا أنه واجه سخرية المواطنين واستهزائهم له مما اضطر إلى الفرار.
وأضافت المنظمة، ’’بدايةً، أطلقت القوات القمعية الغاز المسيل للدموع والنار في الهواء، غير أن المواطنين واصلوا احتجاجهم، مصرين على طلبهم لإطلاق سراح المعتقلين، ثم قامت قوات النظام بفتح النار مباشرة على المواطنين حيث سقط على اثره ما لايقل عن شابين شهيدين وعدد كبير من المواطنين جرحى كما اعتقلت أعداد أخرى‘‘.
وتابعت قائلة: ’’وفي المقابل قام أهالي كازرون بالدفاع عن أنفسهم بالأعواد والحجارة وأضرموا النار في مركز لقوى الأمن. وامتدت المواجهات إلى أجزاء واسعة من المدينة منها شوارع «انقلاب» (الثورة) وحميدي وفلسطين واستمرت حتى منتصف الليل. وفي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وصل رتل من القوات القمعية التعزيزية من مدينة شيراز إلى مدينة كازرون‘‘.
وتشعر النخبة الإيرانية بالقلق من تكرار الاضطرابات التي وقعت في ديسمبر كانون الأول عندما نظم المواطنون مظاهرات في 80 مدينة وبلدة احتجاجاً على تدني مستوى المعيشة ودعا بعضهم لتنحي القيادات من رجال الدين الشيعة.
وشهدت كازرون التي تبعد 900 كلم عن العاصمة طهران في الآونة الأخيرة سلسلة مظاهرات سلمية، احتجاجا على قرار التقسيم الإداري، والذي يقضي بفصل بعض الأحياء كمدينة جديدة، وكانت السلطات المحلية قد تراجعت عن هذه الخطة، على خلفية الاحتجاجات.
وفي أواخر ديسمبر أوائل يناير المنصرمين اجتاحت موجة المظاهرات المعارضة جميع أنحاء إيران، حيث كان المتظاهرون يحتجون على سياسات الحكومة الداخلية والخارجية وغلاء المعيشة.
وشمل المشروع فصل ناحيتي جنار شاهيجان وكوهمرة نودان عن كازرون وتأسيس مدينة كوه جنار، وقد طرح قبل عدة أشهر، ما أدى إلى حدوث احتجاجات منذ ذلك الحين لغاية الآن.
ويرى المحتجون أن مناطق مهمة وتاريخية تشكل هوية كازرون ستفصل عن المدينة في حال تنفيذ المشروع.
وتصاعد الغضب الشعبي في إيران مؤخرا، حيث واصل المواطنون من مختلف المدن والمناطق الخروج في مظاهرات واحتجاجات ضد الفقر والبطالة وانتهاكات السلطات وفساد النظام، وواجهت السلطات تلك الاحتجاجات بقمع أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، كما انتفض عرب الأحواز ضد الممارسات العنصرية التي ينتهجها ضدهم نظام الملالي في طهران.
Sorry Comments are closed