ياسر محمد – حرية برس:
رغم غياب العقيد فاتح حسون، رئيس اللجنة العسكرية لمفاوضات أستانا، عن الجولة التاسعة، والتي تنطلق اليوم الثلاثاء في العاصمة الكازخية، إلا أن حسون أيد عقد الجولة مؤكداً أن أهم ما يجب بحثه والظفر به هو “المحافظة على إدلب”.
ويشارك الضامنون الثلاثة (تركيا وإيران وروسيا) في جولة اليوم، إلى جانب حضور الولايات المتحدة والأردن كمراقبين، ومن المقرر بحث ملفات عدة كان على رأسها ملف المعتقلين والمُغيبين قسرياً في سجون النظام السوري ومعتقلاته، إلا هذا الملف ربما سيبدو فرعياً بعد التطورات الأخيرة على الأرض، والتي فرض فيها نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون معادلة جديدة على الأرض، تمثلت بإخراج المعارضة المسلحة من دمشق وريفها وشمال حمص وجنوب حماة، ما يجعل المعارضة تذهب إلى الجولة التاسعة من أستانا وعينها على إدلب، الحصن والملاذ الأخير.
وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، عزز أهمية هذا الملف ولفت النظر إليه قبل التئام عقد أستانا9، واستكمل الجيش التركي – في الوقت نفسه- تثبيت نقاط المراقبة في إدلب وسوارها (شمال حماة وغرب حلب)، وقال جاويش أوغلو منذ يومين إن تركيا لن تسمح بمهاجمة إدلب وتهجير أهلها كما حدث في مناطق سورية عدة مؤخراً. ما يؤكد أن إدلب ستكون بؤرة المحادثات، بينما يتم نقاش القضايا الأخرى من باب “فض العتب”، حيث سيحضر المبعوث الدولي ستافان دي مستورا لشرعنة المباحثات لا أكثر، وهو الذي لم يؤدِ أي دور جوهري أو يحقق أي تقدم في الملفات المعقدة في أيِ من جولات أستانا السابقة أو حتى جولات جنيف.
العقيد فاتح حسون، أكد أيضاً – في حديث لوكالة الأنباء الألمانية- أن المباحثات لن تشهد مناقشة إمكانية إرسال قوات عربية أو إسلامية إلى سوريا، حيث إن هذه الدول ليست حاضرة، ولا نية لاستبدال أي قوات موجودة على الأرض، وفق قوله.
من جهته؛ رئيس وفد المعارضة إلى المفاوضات، أحمد طعمة، أكد في حديث مع صحيفة “الحياة” قبل يومين، أولوية إدلب، وتصدرها المناقشات، مولياً أهمية كبرى لاستكمال نقاط المراقبة التركية في المحافظة، معتبراً تلك النقاط تشكل فصلاً كاملاً بين النظام والمعارضة، وأن إدلب ستصبح في مأمن كبير بعد القضاء على حجج النظام وذرائعه لقصفها.
وقال: “هذا الملف مهم جداً، ونحن متفائلون في تحقيق اختراق فيه، والوصول إلى وقف نار شامل ونهائي في إدلب، أي لننتقل من منطقة خفض تصعيد إلى منطقة وقف نار. وإذا نجحنا في ذلك نستطيع القول إننا تمكنا من حماية أربعة ملايين سوري موجودين في إدلب في ظل ظروف صعبة”.
طعمة؛ وضع ملف المعتقلين في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية، حيث يأتي تحسين شروط اتفاق ريف حمص الشمالي ثانياً، معتمداً على الدول الضامنة والأمم المتحدة في حلحلة ملف المعتقلين أو إحداث خرق فيه.
وفي العموم، يتضح من توجهات الدول الضامنة، والمعارضة بشقيها السياسي والعسكري، أن “أستانا9” سيكون مكرساً لإعطاء إدلب للمعارضة تحت حماية تركية، تحت شعار يتبناه المؤتمر وأطرافه ورعاته جميعاً، وهو سيادة سورية ووحدة أراضيها!..
Sorry Comments are closed