حرية برس:
تعال أيها الشاعر املأ أبيات قصيدتك من جمال عيونهم، املأها من هاتين الجوهرتين المتلألئتين، املأها بأصداء تلك الابتسامة التي يغيب بين ثناياها حزن يذيب الجبال. أيها الشاعر هل تعرف من هؤلاء؟.
إنهم أطفال سوريا و”أحمد” منهم، هو نازح يقطن في مخيمات النزوح شمالي مدينة إدلب، لا تغيب عن محياه الإبتسامة، يزينها بزراق عيونه التي تبحر في أعماقها بمجرد النظر إليها، فتعكس إلى نفسك قبساً من إشراقها ويقذف فيها نوراً من ضيائها.
أيها الشاعر.. اكشف عن خلجات نفسك و وجدها، فتلك العيون تبعث اليوم تاريخاً من الحسرات والآلام، ولو أغمضها لنام الدهر من بعده.
أيها الشاعر.. تلك العيون تتربع فوق جسد طاهر كطهر المزن بين السحاب، ذاك الجسد الذي أذابه الشقاء واعتصره الظلم كما تعتصر الوردة الناعمة في كف غليظة قاسية تملئها القروح.
أيها الشاعر.. تعال وتغزل وزين قصيدتك بوصف عيونه، علها ترفع إلى أوج التاريخ فيخلدها الأدب ويخلد صدى كلماتها مدى الدهر والحياة.
وعسى أن يقال أنك فزت بوصف عيون “أحمد” فيتلطف بك الناقدون بنقدهم، لأنك بوصف عيون أطفال سوريا قد وصلت درجة الكمال، فعيونهم نموذج كامل للفتنة والسحر الإلهي في أسمى معانيه.
عذراً التعليقات مغلقة