وافق الكونغرس الأميركي يوم الخميس، على تعيين رئيس وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه “مايك بومبيو” وزيراً للخارجية، على أن ينكب فوراً على متابعة ملفين ساخنين هما كوريا الشمالية والنووي الإيراني.
وأبدى الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” سروره لتثبيت “بومبيو” في هذا المنصب الحساس، وقال في بيان إنّ “وجود رجل وطني موهوب يتمتع بطاقة وذكاء مثل مايك على رأس وزارة الخارجية، يشكّل رصيدا بارزا لبلدنا في هذه اللحظة الحرجة في تاريخنا”، وأضاف “ترامب” أن بومبيو “سيضع على الدوام مصالح أميركا في المقام الأول. لديه ثقتي. لديه دعمي”.
وبعد أداء اليمين، قال بومبيو “أتطلع إلى خدمة الشعب الأميركي وإلى بدء العمل فورا”، ويُصنّف بومبيو في خانة “الصقور”، وبعيد تثبيته وزيرا للخارجية، غادر فوراً الى بروكسل للمشاركة الجمعة في اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي، على أن يجول لاحقا على السعودية والأردن وإسرائيل.
ويُتوقع أن يحمل بومبيو معه إلى بروكسل ما يُردّده ترامب بشأن قيام دول اعضاء الحلف الأطلسي بزيادة نفقاتها العسكرية والحد من المساهمة المالية الاميركية في ميزانية الحلف.
يبلغ بومبيو الرابعة والخمسين وتسلّم ادارة “سي آي ايه” في كانون الثاني/يناير 2017، ووافق الكونغرس على تثبيته وزيرا للخارجية بأكثرية 57 صوتا مقابل 42، ويأخذ الديمقراطيون على “بومبيو” ميوله الحربية وتصريحاته المعادية للمسلمين وللمثليين، إلا أن سبعة من اعضاء الكونغرس الديمقراطيين صوتوا مع ذلك لصالحه.
ويتزامن تسلّمه وزارة الخارجية مع تعيين “جون بولتون” مستشاراً للأمن القومي، ما يدل على توجه الادارة الاميركية نحو سياسة خارجية متشددة، وقال بولتون عن “بومبيو” في الثاني عشر من نيسان/ابريل “نحن بحاجة إليه وزيراً للخارجية لدعم الرئيس، فنحن نواجه ملفات في السياسة الخارجية هي الأصعب”.
يُعتبر “بومبيو” من أكثر المعادين للاتفاق النووي مع إيران الذي تم التوصل اليه في تموز/يوليو 2015، ومن المقرر أن يعلن الرئيس الاميركي في الثاني عشر من أيار/مايو موقفه النهائي من هذا الاتفاق وما إذا كان سيسحب بلاده منه أم أنه سيعطي فرصة لتحسينه.
والموقف الأميركي هذا من الاتفاق النووي الايراني يتعارض مع مواقف كل الدول الأوروبية التي تؤكد ضرورة الحفاظ عليه، وخلال زيارته الأخيرة لواشنطن، طرح الرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون” التفاوض على اتفاق يكون مكملا للاتفاق النووي الايراني الحالي لتلبية المطالب الاميركية ولتجنب خروج واشنطن من الاتفاق.
بالنسبة إلى الملف الكوري الشمالي، فقد دخل “بومبيو” في تفاصيله عندما التقى سراً خلال عطلة عيد الفصح الزعيم الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” على أمل تعبيد الطريق أمام قمة مرتقبة مع ترامب مطلع حزيران/يونيو.
وفي مؤشر إلى أهمية الملف الكوري الشمالي قبيل هذه القمة، نشرت المتحدثة باسم البيت الأبيض “ساره ساندرز” صورتين لـ”بومبيو” مصافحاً الزعيم الكوري الشمالي خلال اللقاء السري، وكتبت ساندرز أنّ بومبيو “سيقوم بعمل ممتاز لمساعدة ترامب في جهودنا لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية”.
من جهته أعلن السناتور الجمهوري “بوب كوركر” الخميس، بعد تصويته لصالح بومبيو، أنّ الأخير هو “الشخص المثالي” للقيام بـ”الجهود الدبلوماسية” مع بيونغ يانغ، وإثر مناقشات حادة وصعبة، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الإثنين على تسلّم بومبيو الخارجية، بعد أن وافق السناتور الجمهوري “راند بول” على ذلك إثر معارضة سابقة، وكان هذا الأخير يرتاب من مواقف بومبيو إزاء الحرب في العراق ومن برامج المراقبة الأميركية.
وخلال جلسة الاستماع أمام الكونغرس في الثاني عشر من نيسان/أبريل، عمل “بومبيو” جاهداً على نزع صفة “الصقر” عنه، وقال “إن الحرب تبقى ويجب أن تبقى الملاذ الاخير”، ويخلف “بومبيو” الوزير السابق “ريكس تيلرسون” الذي أقيل بشكل فظ في آذار/مارس الماضي، ولم يتمكن “تيلرسون” المعروف بسياسته الخارجية المعتدلة من كسب ثقة رئيسه الراغب في سياسة أكثر تشدداً، ودعا عدد من أعضاء مجلس الشيوخ وبينهم جمهوريون، وزير الخارجية الجديد إلى العمل على كبح جماح ترامب، وبومبيو من مواليد كاليفورنيا، وكان طليع دورته لدى تخرّجه من كلية ويست بوينت العسكرية الشهرية، قبل أن يدرس الحقوق في جامعة هارفرد.
Sorry Comments are closed