حمص – حرية برس:
أطلق المجلس المحلي في مدينة تلبيسة وريفها، اليوم السبت، نداء استغاثة وجهه لكافة المنظمات الإغاثية والإنسانية، وذلك لدعم سكان المدينة بمادة الخبز، نظراً لعجز المجلس عن توفيره بالسعر المدعوم وتقديمه للأهالي.
وجاء ذلك في بيان رسمي صادر عن إدارة المجلس المحلي لمدينة تلبيسة، داعياً المنظمات بالتحرك لتأمين مادة الطحين التي يحتاجها المحاصرين في المدينة، بعد نفاذ المخزون الاستراتيجي منها نتيجة الحصار العسكري المفروض على المنطقة، موضحاً أن كارثة إنسانية قريبة تهدد عشرات الآلاف من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء.
ويقول ’’عبدالمجيد البيك‘‘ رئيس المكتب الإغاثي في محلي مدينة تلبيسة في حديثه لحرية برس: إن انقطاع مادة الخبز يُنذر بوقوع كارثة إنسانية بكل ماتحوتيه الكلمة من معنى، وتلخيص المعاناة الإنسانية يأتي بفقدان القوت الأساسي ومادة الغذاء الأولى، لدى كافة السكان بالمنطقة.
وأكد ’’البيك‘‘ أن ازدياد المعاناة الإنسانية للأهالي تعود لفقدان مادة الطحين التي تعتبر المادة الرئيسية والضرورية لأستمرار حياتهم وصمودهم على الصعيد المعيشي، وهذا ما دفعنا لإطلاق نداء الإستغاثة الذي من شأنه وضع المنظمات والجهات الإنسانية عند مسؤولياتها تجاه إغاثة المدنيين المحاصرين‘‘.
وتابع “البيك” متحدثاً عن قلة الإمكانيات التي يعاني منها المجلس المحلي والتي تصعّب تقديم الخدمات للسكان، أهمها غلاء أسعار ومادة الطحين ومادة المحروقات وهي أساس كل شيء بتقديم الخدمات، كما أن في ظل هذه المعوقات بات المجلس المحلي في مدينة تلبيسة عاجزاً عن تأمين هذه المتطلبات للمواطنين والتي من أهمها مادة الخبز.
بدوره، قال ’’أبو ياسين قيسون‘‘ رئيس لجنة الخبز في مدينة تلبيسة لحرية برس، ’’أصبح المكتب الإغاثي التابع للمجلس المحلي يواجه العجز بتوجيه نداءات استغاثة لجميع المنظمات والجمعيات الإغاثية، ولكل من يستطيع تقديم شيء بخصوص مجال الإغاثة لمساعدته في تخطي هذه العقبات المتمثلة بإنعدام الدعم‘‘.
وأشار ’’قيسون‘‘ إلى أن سبب انعدام الدعم لدى المجلس المحلي لمدينة تلبيسة، وتفاقم أزمة تأمين مادة الخبز المادة المهمة والأساسية للأهالي، نتيجة الحصار المفروض على المنطقة وتقاعس المنظمات والهيئات الإغاثية عن دعم المجلس بهذه المادة بشكل خاص.
ولفت ’’قيسون‘‘ إلى أن المكتب الإغاثي يضطر في كثير من الأحيان لإستقراض مادة الطحين من بعض التجار، وذلك لتعويض النقص الحاد، من أجل تقديم الخبز للأهالي، إلا أن هذا يحصل على فترات متباعدة على أمل الحصول على الدعم لاحقاً من الجهات المعنية بتقديم المساعدة للمكتب الإغاثي.
وأضاف ’’قيسون‘‘ خلال حديثه، أن الاحتياج الأول للأهالي هو تأمين مادة الخبز ويأتي بعدها المواد الغذائية الاخرى،كما يحتاجون لتوفير فرص عمل من خلال إقامة مشاريع زراعية وحيوانية بالدرجة الأولى، حيث أن الريف الشمالي يعتبر منطقة زراعية بامتياز، ولكنه بحاجة لتقديم الدعم ليستطيع الناس العمل في هذا المجال.
وعن آلية عمل لجنة الخبر يوّضح ’’قيسون‘‘ قائلاً: تشكلت الإدارة المحلية لمدينة تلبيسة لتعويض الأهالي وتقديم الخدمات لهم بعد حصار قوات الأسد للمنطقة، وتكمن آلية عمل اللجنة بالتخصص بتسيير أمور الأفران وجلب الدعم من قبل بعض المغتربين من أبناء المدينة وبعض المنظمات الخيرية على قلتها.
وشدد البيان الصادر إدارة المجلس المحلي على أن ضعف الإمكانيات لديه جعله عاجزاً عن تحمل الأعباء المالية لإنتاج مادة الخبز التي تعد من الأساسيات لقوت المدنيين، مناشداً الجمعيات والمنظمات والهيئات العاملة في المجال الإنساني بمد يد العون وتقديم المساعدة اللازمة لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
يُشار إلى أن أكثر من 75 ألف نسمة ونحو 25 ألف نازح يقطنون مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، فيما يعانون من نقص حاد بمادة الطحين بسبب الحصار المفروض على المنطقة من قبل قوات الأسد والمليشيات الموالية له، وذلك تنفيذاً لسياسة التجويع ضد المدنيين، واستهداف الأفران بشكل ممنهج ومباشر.
عذراً التعليقات مغلقة