حرية برس:
اعتقلت ما يسمى قوات الأمن الداخلي الكردي “الآسايش”، المدعو ” محمد نعمت داوود” سكرتير حزب المساواة الديمقراطي الكردي من منزله في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا.
وقالت مؤسسة التآخي لحقوق الإنسان، إنها تلقت بلاغاً من عائلة السيد ’’محمد نعمت داوود‘‘ بإقدام دورية من قوات الأمن الداخلي والمعروفة باسم “الأسايش” والتابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، على مداهمة منزله يوم 13 نيسان 2018 واعتقاله أمام عائلته.
وأفادت المؤسسة عن السيدة ’’مجيدة حسين‘‘ زوجة السيد “داوود”، أنه في تمام الساعة 18.30 مساء من يوم 13 نيسان 2018، داهمت دورية لقوى الأمن الداخلي “الأسايش” منزلهم الكائن في حي المصارف في مدينة القامشلي وقاموا باعتقال زوجها دون إبلاغهم بأية تهم أو إظهار مذكرة اعتقال أو وجود إخطار سابق لحضور استجواب أو تحقيق.
وأوضحت المؤسسة بحسب الشهود الذين أفادوا لباحثيها، أن دورية لقوى الأمن الداخلي ’’الأسايش‘‘ مؤلفة من مجموعة عناصر مسلحة بأسلحة رشاشة من نوع كلاشينكوف التي تستخدمها هذه القوات عادةً، وبعد طلب العائلة ابراز ما يثبت أنهم من هذه القوة، أبرز رئيس الدورية هوية ممهورة ورسمية باسم ’’جوان ابراهيم‘‘ و قاموا باعتقال السيد ’’داوود‘‘ من منزله واقتادوه إلى جهة مجهولة .
وأضافت المؤسسة عن زوجة المعتقل أنه ’’في صبيحة اليوم التالي قامت برفقة شقيق زوجها ومحاميه بالسؤال عنه في مقر الأمن الداخلي ’’الأسايش العام‘‘ في مدينة القامشلي، فيما تم النكران التام لوجوده لديهم وعدم سماعهم باسمه في محاولة لإخفاءه قسراً، حيث قاموا بتنظيم ضبط حول اختطاف مجهولين للمعتقل “نعمت داوود” لتأكيد نكرانهم لوجوده.
وكانت النيابة العامة التابعة لمجلس العدالة الاجتماعية في الإدارة الذاتية الديمقراطية قد أصدرت في وقت سابق بياناً توضح أنها ستقوم باعتقال قياديي المجلس الوطني الكردي بناءً على تهمٍ بالخيانة العظمى بعد مجريات الأحداث في منطقة عفرين.
واعتبرت مؤسسة التآخي عمليات الاعتقال التي تشنها قوات الامن الداخلي ’’الأسايش‘‘ تفتقر لأسس قانونية ولاتراعي مبادئ ومعايير حقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما أنها انتهاك صارخ لحقوق المعتقل السياسي بحسب أراءه وانتماءه وعمله السلمي وتشمل الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري.
وأعربت المؤسسة عن قلقها العميق من التصعيد الذي تقوم به الإدارة الذاتية الديمقراطية ضد مخالفيها في الرأي ومعارضيها وهو يتناقض تماماً مع مبادئ العقد الاجتماعي، الذي تستند إليه هذه الإدارة نفسها وتخترق بهذه الاعتقالات التعسفية والاخفاء القسري مواثيق حقوق الإنسان وحرية رأيه ومعتقده.
وأكدت المؤسسة على ضرورة الكشف الفوري عن مصير المعتقل ’’محمد نعمت داوود‘‘ والإعلان عن مكان احتجازه، وضرورة الإفصاح عن الإجراءات المتخذة ضده، وتمكين أسرته ومحاميه من لقاءه، مطالبة سلطات الإدارة الذاتية الديمقراطية بالإفراج الفوري عنه ووقف هذا التصعيد الذي يساهم في المزيد من تفكيك المجتمع المحلي ويهدد الأمن والسلم الأهلي.
وتتعرض بعض قيادات أحزاب المجلس الوطني الكردي بين الفترة والأخرى للاعتقال من جانب قوات “الأسايش”، نتيجة الخلافات السياسية بين الإدارة الذاتية من جهة والمجلس الوطني الكردي من جهة أخرى، وسبق أن منعت القوات التابعة للإدارة الذاتية الكردية أعضاء المجلس الوطني الكردي من عقد مؤتمره العام في مدينة القامشلي، واعتقلت قياديين اثنين فيه بمدينة عامودا في الحسكة، لتعود وتفرج عنهما.
Sorry Comments are closed