حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب التعويض عن رده المتواضع على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، بالاحتفال بالنصر قائلاً إن “المهمة قد أنجزت”.
وهو ما رأى فيه الكاتب بصحيفة لوموند الفرنسية “جيل باريس” تبجحاً غير مبرر، قائلاً إن ذلك يتناقض مع وصية الرئيس الأميركي الأسبق تيودور روزفلت، إذ كان يقول إن على المرء أن يتحدث بهدوء مع الإمساك بالعصا الغليظة.
وقال باريس إن ترامب ظل طيلة الأسبوع الماضي يزبد ويرعد قبل أن يكتفي نهاية المطاف وتحت ضغط من وزير دفاعه جيمس ماتيس بإجراء غير ذي بال.
وأضاف أن هذا الأخير عارض توجيه ضربات عقابية لنظام الأسد المتهم باستخدام أسلحة كيميائية ضد ذلك الجزء من شعبه الذي يمقته لحد الغثيان.
ووصف المؤرخ والأستاذ الجامعي جان بيير فيليو بمدونته في صحيفة لوموند القصف الثلاثي الأميركي الفرنسي البريطاني بأنه عمل “لا غد له من الناحية العسكرية”.
ولفت إلى أن أهدافه اقتصرت على البرنامج الكيميائي لنظام الأسد، مع رفض المزيد من الضربات “السياسية” ضد حكمه وجهازه القمعي، مشيراً إلى أن هذا القصف أتى بعد سقوط المعقل الأخير للثوار السوريين بالغوطة الشرقية، مما يعني أنه لم يكن ليساعد مقاتلي المعارضة على التمسك بالغوطة الشرقية أو على الأقل تأخير سقوطها.
وأبرز أن تداعيات هذا القصف الثلاثي تبعث على المزيد من الخوف والقلق، إذ إن من شأنها أن تشجع الدكتاتور السوري على مواصلة هجماته الضارية على ما تبقى من جيوب للمعارضة، وسيعتبر أن له الآن الحرية في التدمير دون رقيب أو حسيب ما لم يستخدم السلاح الكيميائي.
وتوقع فيليو -والحالة هذه- أن الأمر لا يختلف ما قبل 14 أبريل/نيسان في سوريا عن ما بعده، قائلاً إن روسيا ستعوض عن “الإذلال” الرمزي الذي تعرضت له من خلال توفير مزيد من الدعم لنظام الأسد.
Sorry Comments are closed