انتقد الأخضر الابراهيمي المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا إيران بسبب دورها السلبي في المنطقة ومحاولاتها توسيع نفوذها وإثارة الفوضى والفتن.
جاءت تصريحات الابراهيمي في محاضرة بمجلس الأمة (الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري) تحت عنوان “الثورات العربية.. حقيقة، سراب، أم مؤامرة”.
وقال الابراهيمي: “الربيع العربي إذا كان ثورة فهو ثورات عديدة وإذا كان سرابا فيختلف لونه من بلد إلى آخر وإذا كانت مؤامرة فهي مؤامرات عدة حيكت بطرق مختلفة”، موضحاً “أن هذه الأحداث جاءت كصوت للشعوب بمطالب مشروعة بسبب التضييق من قبل الحكام”
كما استعرض الابراهيمي في محاضرته عدة مواضيع تتعلق بالمشهد السوري من منظوره التحليلي، مهاجماً إيران لتدخلها في سوريا وعدة بلدان أخرى لتنفيذ مأربها، فلا “عجب أن يمارس الإيرانيون نفوذا في لبنان، وأن يحكموا العراق بشكل يفوق النفوذ الأمريكي، وأن يحكموا قبضتهم في سورية أكثر من النفوذ الروسي”.
واتهم الابراهيمي إيران بالتمدد في المنطقة حيث “أصبحت تتدخل في اليمن عن طريق الحوثي وتسير شؤون لبنان بواسطة عرابها حزب الله وتبحث عن إثارة الفتنة والبلبلة في البحرين وفي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية”، فيما تزال مستمرة في بحثها عن مواقع أخرى لتثير فيها الفتنة والفوضى.
كما انتقد التدخل الأمريكي في العراق ودوره في تسليم “ما تبقى من العراق إلى النفوذ الإيراني، عن طريق تسليم السلطة للميليشيات الأكثر ارتباطا بإيران” .
وعبر الابراهيمي عن رأيه في الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه وأوصلت الملالي إلى حكم إيران قائلاً: “الثورة الإيرانية عام 1979 بدت في أول مرة أنها إسلامية شاملة لكن سرعان ما تحولت إلى ثورة شيعية متطرفة في أوجه كبيرة منها، وقادت إلى الحروب الحالية بين السنة والشيعة”.
وتتطرق الابراهيمي في حديثه عن الوضع السوري إلى الخطر الحقيقي الذي يهدد سوريا ويزعزع استقرارها ألا وهو “التحول إلى صومال جديدة بسقوط الدولة وأن النفوذ الإيراني هناك أقوى من الروسي” مستبعداً بذلك خطر التقسيم تماماً.
حيث قال: “باعتباري أعرف حقائق في الواقع السوري لم يصلها الإعلام … ما أخشاه اليوم على سوريا ليس خطر التقسيم وإنما الصوملة”، متوقعاً انهيار الدولة وسيطرة أمراء العصابات على المناطق بحسب وجهة نظره.
فيما رأى أن الأمل الوحيد يكمن في “التقارب الأمريكي الروسي حول الأزمة، لأن العمل بين السوريين أنفسهم لم يأت بثمار كما أن الدائرة الأخرى وهي العمل العربي حول الأزمة لم ينجح”.
وتابع قائلاً: “بشار الأسد، أطل على الجميع في خطاب العام 2011 مع اندلاع موجة مايسمى الثورات العربية، ينصح الحكام العرب بأن يتعاملوا بمرونة مع الاحتجاجات في بلدانهم، وألا يستعملوا القوة لكنه لجأ إلى القوة المفرطة مع اندلاع مظاهرات محدودة في مدينة درعا” ملمحاً بذلك إلى مسؤولية النظام ودوره السلبي والرئيسي في الأزمة.
عذراً التعليقات مغلقة