محصول الذهب الأصفر في ريف حمص الشمالي .. أمل المزارعين المهدد بالنار

فريق التحرير25 مايو 2016آخر تحديث :

زز3محمود بكور – حمص – حرية برس:
يشكل القمح المحصول الرئيسي في سوريا، ويعتبر مصدر دخل رئيس لمعظم العاملين في القطاع الزراعي، وتنتشر زراعته بكثرة في الريف الحمصي. وفي بداية الشهر السادس من كل عام ومع قدوم فصل الصيف تميل السنابل الخضراء الى الجفاف. حين يكون موعد حصادها قد اقترب، وتصبح المساحات الذهبية الواسعة عرضة للاشتعال، حيث يمكن لشرارة واحدة ان تجعلها كتلةً من نار، فتضيع السنابل وتضيع معها أحلام الفلاحين وانتظارهم الطويل لموسم يخفف عنهم جحيم الحصار.
ومع انتشار معسكرات قوات الأسد وميليشيات الشبيحة في القرى الموالية التي تحاصر الريف الحمصي والتي لاتهدأ نيران مدافعها ورشاشاتها تجاه الأرضي الزراعية في المناطق الثائرة في الريف الحمصي تكون الاراضي الزراعية معرضةً في أي لحظة من هذه الايام للتحول إلى كتلة لهب.

ويقول أحد المزارعين من سكان تلبيسة لمراسل “حرية برس”: لقد منّ الله علينا بمواسم القمح التي نعتمد عليها كمادة أساسية وسبب من أسباب البقاء، حيث نستخدم القمح في صناعة الخبز الذي حرمتنا منه قوات الاسد لأعوام خمسة، ولم يكتفي النظام بقطع الطرقات ومنع دخول المواد الغذائية والمحروقات بل لجاْ الى قطع مياه الأنهار كنهر العاصي الذي كان في يوم من الايام يروي الاراضي الزراعية”.

وفي ظل الخوف من استهداف قوات الأسد وميليشياته للحقول وإحراقها بالقذائف، وبعضها يكون من النوع الحارق عمداً، ومع عدم توفر المحروقات اللازمة لتشغيل آلات الحصاد يضطر الفلاحون لحصاد المساحات الواسعة من حقول الريف الحمصي قبل أوانها وبالطريقة اليدوية المتعبة.

حريق جراء قصف قوات الأسد لمحاصيل القمح في ريف حمص الشمالي - عدسة محمود بكور
حريق جراء قصف قوات الأسد لمحاصيل القمح في ريف حمص الشمالي – عدسة محمود بكور

ويقول مزارع آخر لمراسل “حرية برس”: لجأنا الى الحصاد المبكر خشية ضياع المحصول الذي ننتظره من بداية العام واعتمدنا على الحصاد بأيدينا وتحت جنح الظلام كي لاتستهدفنا مدافع وقناصات النظام المنتشرة حولنا بكثرة، أيضا لعدم القدرة على دفع أجور الحصادات بسبب غلاء الأجور وانعدام مواد المحروقات وارتفاع أسعارها إن وجدت، ناهيك على عدم قدرة الحصادات على الدخول إلى بعض الحقول كي لاتصبح هدفاً سهلاً كونها تطل على حواجز قوات الأسد”.
ويبدو أن معاناة الفلاحين في زراعة أراضيهم لن تقتصر – ما دام الحصار قائماً – على مجرد الجهد المبذول والانتظار بقلق وخوف من ضياع الأمل والجهد، فتسويق المحصول هو الآخر مرهون بتوفر المشتري، وإمكانية نقل المحصول في ظل الحصار الخانق على الريف، وعدم قدرة المؤسسات الثورية المدنية على سداد ثمن المحصول للفلاحين، لتغدو المعاناة مركبة ومعقدة، في ظل استمرار نظام القتل جاثماً على صدور السوريين.

زز

زز1

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل