ما الذي يحدث عندما تتناول الفلفل الأشد حرارة في العالم؟

فريق التحرير12 أبريل 2018آخر تحديث :

انتشرت على موقع يوتيوب فيديوهات لأشخاص يستمتعون بتعذيب أفواههم بمختلف أنواع الفلفل شديدة الحرارة، وبمجرد أن يدخل الفلفل أفواههم حتى تظهر عليهم الأعراض المزعجة؛ كاحتراق الفم وسيلان الأنف والدموع والسعال وألم المعدة وحتى التقيؤ. وإذا لم يثنيك هذا عن الدخول إلى منافسة غبية تتناول فيها فلفلًا شديد الحرارة، فاعلم أنك قد تواجه أيضًا أعراضًا أخرى أشد وطأة.

وهذا ما أصاب شاب متهور بعد أن تناول فلفل كارولاينا ريبر الحائز على لقب الفلفل الأشد حرارة في العالم، وتصل شدة حرارة فلفل هالبينو المكسيكي إلى 5 آلاف درجة على مقياس سكوفيل، لكن شدة حرارة فلفل كارولينا تعادل 1.569 مليون درجة على المقياس ذاته، وأصيب الشاب بأعراض غير اعتيادية، فسجل اسمه في تقارير حالات المجلة الطبية البريطانية «بي إم جي» باعتبارها أولى حالات صداع «ثندركلاب – دوي الرعد» الناتجة عن تناول الفلفل. وصداع «ثندركلاب» مصطلح طبي يشار به إلى صداع قوي يظهر فجأة ويعاني مريضه من أقصى درجات الألم خلال فترة لا تتجاوز الستين ثانية.

ألمّت بالمريض المجهول ذو الأربعة وثلاثين عامًا آلام شديدة نقل جراءها إلى غرفة الطوارئ، فعاني من آلام حادة في رقبته استمرت لأيام، فضلًا عن الصداع المؤلم، وأظهرت نتائج المسح الدماغي تضيقًا في شرايين المريض الذي يعزى عادة إلى تناول المخدرات غير القانونية وردود الفعل السيئة تجاه الأدوية.

وبعد أن استبعد الأطباء معاناة المريض من أي مشكلات عصبية، استنتجوا أن ما أصاب المريض حدث نتيجة تناوله الفلفل الذي احتوى على مركب الكابسيسين. وعانت بعض الحالات التي تناولت الفليفلة الحريفة من تضيق في الشريان التاجي وأزمات قلبية، لكنها المرة الأولى التي يشهد فيها الأطباء تضيقًا في شرايين الدماغ من تناول الفلفل.

تتسم مسابقات تناول أنواع الفلفل الأشد حرارة بشعبية هائلة، ويعود الفضل في ذلك جزئيًا إلى مستخدمي اليوتيوب الذين ينشرون فيديوهات وهم يتناولون الفلفل، ومن المنطقي أن يزداد علم الباحثين بأعراضه عند الإقبال عليه بشراهة. وعلى الرغم من احتواء جميع مطابخ العالم تقريبًا على شتى أنواع الفلفل الحار، إلا أن تناولها بكاملها ودون أن تطبخ سلوك غير اعتيادي، وهي ظاهرة تقترن «بالبايرو-جورمينياك» أي أكلة الفلفل الحار.

وبالإضافة إلى الصداع المؤلم والأعراض المذكورة آنفًا، اكتشف أطباء ولاية كاليفورنيا حفرة بعرض 2.54 سمفي مريء رجل تناول فلفل جوست ريبر خلال مسابقة كادت تودي بحياته، ويعد جوست بيبر ثاني أشد أنواع الفلفل حرارة في العالم.

كان مريض «بي إم جي» أفضل حالًا، فأعراضه ذهبت لوحدها، وعاد دماغه إلى حالته الطبيعية بعد خمسة أسابيع، وربما يعود إلى هذه الهواية الخطيرة، ويستمتع مرة أخرى بحرقة المأكولات الحارة. ويرى العلماء أن محبي الفلفل الحار يستمتعون بتلك الأحاسيس السلبية لأنها تضاهي استمتاعنا بالخوف الذي يصاحب رياضة السباحة في الجو أو ركوب الأفعوانية. لكننا لن نلوم مريضنا إن أخذ استراحة قصيرة من تناول الشطة الحارة، وتوقف عن خوض المنافسات التي قد تعرضه إلى مزيد من الأخطار الصحية.

المصدر مرصد المستقبل
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل