روسيا.. وجه العالم المتوحش

مالك الخولي11 أبريل 2018آخر تحديث :
مالك الخولي

ليس من الغريب أن تقبّل نيكي هيلي بحرارة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، قبيل اجتماع مجلس الأمن بشأن الهجمات الكيماوية في سوريا، في وقت تكيل الاتهامات لبلاده لاحقاً بتدمير (مصداقية مجلس الأمن) وحماية بشار الأسد الذي يصفه رئيسها “بالحيوان”.

ترغي هيلي وتزبد، ومثلها أغلبية أعضاء المجلس مع كل فيتو ترفعه روسيا، في حين ينتابهم السرور في قرارة أنفسهم مع قليل من الدهشة لشدة وقاحة مندوب بوتين وكم الكذب والتدليس الذي يجاهر به.

اتخذ الروس منذ بدء تدويل القضية السورية على عاتقهم حماية بشار الأسد، من خلال تعطيل أي قرارات من شأنها التأثير على نظام الأسد بشكل فعال، واستحبوا دور “ممسحة الزفر” في سبيل ضمان مصالحهم، أمام دول المجلس التي راق لها الإعفاء من مسؤولياتها القانونية الأخلاقية إزاء شعب أعزل يذبح على العيان.

ومع كل “فيتو” روسي من البالغ عددهم اثني عشر طعنة للإنسانية، تبدو واضحة منافسة الغرب لنظام الأسد في سياسة المقاومة والممانعة، والنفاق أيضاً.

يدرك الروس وظيفتهم جيداً ويستغلون أداتهم المتاحة أيّما استغلال، تلك الأداة المسماة زوراً (حق النقض)، هل يدري أحد أين الحق بتوفير الحماية للقاتل وإعطائه الثقة والوقت لقتل الأبرياء وسحقهم؟

لا داعٍ للتذكير بأن الدول (العظمى) وفي مقدمتها الولايات المتحدة ليست بحاجة قرار دولي في حال اقتضت مصالحها الإجهاز على نظام القتل الأسدي، إلا أن المحزن حقاً أن يجد السوريون أنفسهم وحيدين هكذا طوال السنين السبع، دون أي أفق واضح.

تكمن مأساة العالم الحديث في المنظومة الدولية التي تم تشكيلها لحماية مصالح الدول الاستعمارية عقب الحرب العالمية الثانية، وفي مقدمتها مجلس الأمن الذي يدعي أن مهمته حفظ الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز احترام حقوق الإنسان!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل