ما هو سلاح “السارين” الكيماوي الذي يستخدمه الأسد ؟

فريق التحرير8 أبريل 2018آخر تحديث :
أطفال مصابين بحالات اختناق إثر استهداف قوات الأسد مدينة دوما بالغازات السامة – المصدر: الدفاع المدني

حرية برس:

استشهد أكثر من 150شخصاً معظمهم أطفال ونساء وأصيب نحو ألف آخرين، مساء السبت، جراء قصف بغاز يرجح أنه غاز السارين على مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية.

وأكدت مصادر طبية “لحرية برس” أن الغاز المستخدم في الهجوم هو غاز السارين، وأظهرت عشرات الصور أعراض السارين على أجساد الضحايا منها تصلب حدقة العين وخروج رغوة من الفم، ولا تزال حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع حيث عثرت فرق الدفاع المدني على عائلات مختنقة داخل أحد الأقبية في المدينة، فما هو هذا الغاز وكيف يقتل وإلى أي مدى تستطيع الأدلة إثبات استخدامه في سوريا؟

ما هو السارين

يعود اكتشاف “السارين” إلى العام 1938 في ألمانيا، من قبل اثنين من العلماء الألمان، في محاولة لخلق أقوى المبيدات الحشرية في حينه، لكن وخلال الحرب العالمية الثانية قامت ألمانيا بتطويره لاستخدامه في الحرب ضد قوات الحلفاء المعادية لها.

وغاز السارين، أو “جي بي”، هو أحد عوامل الحرب الكيماوية المعروفة بـ”سلسلة جي للعوامل العصبية”، التي طورتها ألمانيا أيضاً أثناء الحرب العالمية الثانية، وتعد هذه المجموعة من الغازات الطيارة التي تتحول إلى سائل في درجة حرارة غرفة طبيعية، غير أن غاز السارين هو أخفها.

وبحسب الأبحاث التي نشرتها “رويترز”، فغاز السارين الصافي عندما يكون سائلاً يكون عديم اللون والطعم والرائحة، وهو خليط من أربعة عناصر كيماوية هي “دميثيل مثيلفوسفات”، و”فوسفوروس تركلوريد”، و”فلوريد سوديوم”، و”الكحول”، ويكون تأثيره عادة عند ملامسة السائل للجلد، أو عندما يطلق على شكل بخار.

كيف يقتل

يؤثر السارين في البداية عندما يتداخل مع المحول العصبي الذي يشكل وصلة الربط بين الغدد والعضلات، إذ يعطل هذا المحول فتصبح العضلات تحت تنبيه فوق العادة، وتخضع نسبة التسمم لمقدار الغاز الذي يتعرض له الشخص ولمدة تعرضه له.

ويمكن أن يظهر تأثير بخار السارين بعد ثوان، في حين لا يظهر تأثير السارين السائل إلا بعد عدة دقائق، بل إنه قد لا يظهر إلا بعد ساعات قد تصل إلى 18 ساعة.

ويمكن لجرعة كبيرة من السارين أن تؤدي إلى فقدان الوعي والتشنج والشلل والعجز عن التنفس فالوفاة، أما الجرعة الخفيفة فيمكن أن تؤدي إلى مجموعة من الأعراض تتدرج من سيلان الأنف والدموع إلى الهذيان والتعرق الزائد إلى الدوار والتقيؤ.

صعوبة إثبات السارين

تنقل الوكالة عن “سين كوفمان”، الباحث في مركز الصحة العمومية بجامعة “إموري” الأمريكية، أن السارين هو تهديدٌ خطير ولكن قصير الأجل؛ لأنه سريع التبخر، ولهذا السبب هو صعب التتبع، ولكنه يترك آثاراً طويلة تبقى في المكان الذي أطلق فيه، ويقول المحققون إن إثبات استخدام السارين أمر صعب، لأنه يتطلب وجود عينات من التربة أو الشعر أو الدماء من مكان الهجوم أو المصابين فيه.

وبحسب منظمة السلامة الدولية، فإن نظام الأسد يمتلك أربعة مواقع يعتقد أن فيها أسلحة كيماوية؛ أحدها شمالي دمشق، والثاني قرب المدينة الصناعية بحمص، والثالث بحماة، ويعتقد أنه ينتج غاز الأعصاب (في إكس) بالإضافة إلى السارين و”التابون”، وموقع رابع قرب ميناء اللاذقية.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل