النظام السوري وحزب الله ولعنة الحريري

فريق التحرير22 مايو 2016آخر تحديث :
النظام السوري وحزب الله ولعنة الحريري

feras.allawi

* فراس علاوي
لم يكن يدور بخلد أحد من قادة النظام السوري أو حليفه حزب الله اللبناني أن وصول رفيق الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية سوف يغير الخارطة السياسية في المنطقة.
رفيق الحريري الشخصية اللبنانية السنية والاقتصادي البارز المدعوم من السعودية وصل إلى رئاسة الحكومة بدعم سعودي وموافقة على مضض من القيادة السورية آنذاك، إذ كانت تعتبر أن لبنان حديقتها الخلفية، وأن جميع مايجري فيه يجب أن يمر من تحت أنظارها لكن الرغبة في عدم الصدام مع السعودية آنذاك وتجاذبات المشهد الإقليمي جعل النظام السوري يقبل بوصول الحريري إلى سدة الحكم.
مع وصول بشار الأسد لرأس السلطة بدا الصدام واضحاً مع رفيق الحريري وبتحريض مباشر من حزب الله الذي أقلقه وجود شخصية سنية لها كاريزما قيادية يلتف حولها اللبنانيون، فرأى في صعود نجم الحريري منافساً كبيراً له على الساحة اللبنانية والتي يعمل منذ عقود لفرض هيمنته عليها.
حاول كلاً من النظام وحزب الله التقليل من هذا النفوذ وإيقاف تيار المستقبل الوجه السياسي للحريري بطرق شتى منها الاقتصادية ومنها الترغيب وآخرها الترهيب.
النظام الذي رأى خيوط اللعبة تفلت من يده وأن دوراً سعودياً بدأ يظهر جلياً في لبنان لم يستطع الوقوف صامتاً أكثر وهو يرى حلمه السياسي والطائفي يذهب أدراج الرياح، ليأتي القرار الأكثر رعونة في تاريخ النظام، وهو إغتيال رفيق الحريري.
لم يكن هناك من يستطيع تنفيذ هذا المخطط أفضل من حزب الله، الذراع العسكري للنظام وإيران في المنطقة والوجه القذر لعملياتهما، فكان القرار بالتنفيذ بأيدي من عناصر الحزب وتخطيط إيراني سوري وإشراف من أعلى المستويات.
كيفية الإغتيال باتت معروفة وأكاذيب النظام السوري كشفتها المحكمة الدولية.  المتورطون كثر، سواء شخصيات لبنانية أو سورية أو عناصر من حزب الله.
بداية الارتدادات الكارثية لزلزال الإغتيال كانت الخروج المذل للنظام السوري من لبنان، لكن التبعات السياسية والقانونية استمرت، والتي حاول النظام وذراعه حزب الله التغطية عليها بسلسلة من الاغتيالات، التي نجح بعضها وفشل البعض الآخر، من أجل التغطية على جريمتهم وإظهار مايجري على الساحة اللبنانية على أنه فلتان أمني وتصفية حسابات سياسية.
كل ماحاول النظام السوري وحزب الله القيام به باء بالفشل، ومع تقدم المحكمة الجنائية بعملها وتكشف الحقائق بدأ النظام وحزب الله بالتخلص من شهود القضية ومدبريها، فبدأت سلسلة الاغتيالات من كلا الطرفين، والتي بدأت بوزير داخلية النظام آنذاك والذي كافئه لجهوده في لبنان، الجنرال غازي كنعان، كما كان يسمى في لبنان، والذي كان حاكمها العسكري والمطلق، ليتبعه عماد مغنية الذي يعد المسؤول عن العملية ومدبرها، وابنه جهاد.
ومع انطلاق الثورة السورية كان القرار بالتخلص من كل من له علاقة، لتبدأ حملة تصفيات لضباط النظام الذين كانوا في لبنان ينفذون عملياته كاللواء جامع جامع الذي قتل في دير الزور والعميد رستم غزالة، وآخرون.
كذلك شهدت مقتل العديد من كوادر حزب الله والتي كان المتهم الأول فيها هو إسرائيل بحسب بيانات حزب الله مثل سمير القنطار وغيره، كما شهدت الساحة السورية مقتل العديد من القادة البارزين للحزب خاصة قادته العسكريين من أمثال فوزي أيوب ومحمد أحمد عيسى وغسان الفقيه وعلي خليل عليان وجميل الفقيه وفادي الجزار وحسن علي الجفال قائد قوات النخبة لدى الحزب وجميعهم قتلوا في سوريا.
ليأتي أخيراً اغتيال مصطفى بدر الدين والمسمى رجل المهمات الخاصة في الحزب، من الكويت التي سجن فيها وهرب إلى الطائرة الكويتية المخطوفة، لتتهمه المحكمة الدولية بأنه المسؤول عن الخلية التي اغتالت الحريري وبحسب المصادر السياسية فان “مصطفى بدر الدين هو شقيق زوجة (القيادي في حزب الله) عماد مغنية (الذي اغتيل في 2008 في دمشق)، وعضو المجلس الجهادي وقائد العمليات الخارجية في الحزب، هو من خطط وأشرف على تنفيذ العملية التي استهدفت رفيق الحريري”.
سليم العياش “هو أحد كوادر حزب الله، هو مسؤول الخلية المنفذة للاغتيال ومشارك في التنفيذ”. أما أسد صبرا وحسين عنيسي (من مواليد 1974)، فمتهمان ب”التواصل مع أبو عدس واخفائه في مرحلة لاحقة”. وأحمد أبو عدس هو من تلقت قناة “الجزيرة” بياناً مصوراً يعترف فيه ابو عدس بأنه الانتحاري الذي نذ  اغتيال الحريري في عملية تفجير في 14 شباط/فبراير 2005.
الشيء المشترك لجميع عمليات الاغتيال التي جرت هي أنها جرت في سوريا وفي مناطق تعتبر محصنة أمنياً وتحت سيطرة النظام السوري وأنظاره.
أسئلة كثيرة وإشارات إستفهام تطرح، هل هي طريقة النظام السوري بالتخلص من رجاله بعد تنفيذ مهامهم القذرة؟ أم أنه الخوف من قرب المحاكمة والحساب الذي ينتظر المجرمين؟ أم أنها لعنة دم الحريري تصيب كل من اقترب منها؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل