مالك الخولي – حرية برس:
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، نيته سحب قوات بلاده من سوريا، قائلاً إن الوقت قد حان للبدء بذلك.
وشدد ترامب على أن تواجد قوات الجيش الأميركي في سوريا مكلف للغاية، مشيراً إلى رغبة السعوديين في بقاء تلك القوات، وقال: “حسناً، إذا كانت الرياض ترغب ببقائنا في سوريا، فيجب عليها دفع تكاليف ذلك”.
وكان الرئيس الأميركي قال الخميس إن قوات بلاده “ستغادر سوريا قريباً جداً، وستترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر”.
وأثارت تصريحات ترامب عاصفة من التكهنات حول جدية الرئيس الأميركي في سحب قوات بلاده، في الوقت الذي تشير فيه الوقائع على الأرض إلى تعزيز النفوذ الأميركي والتواجد العسكري في سوريا.
ويرى المختص في العلاقات الدولية محمد علاء غانم إن تصريحات ترامب الأخيرة ليست بالمفاجئة، بل هي تنفيذ للوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية، حيث يرى الرئيس الأميركي أن استمرار التواجد الأميركي في سوريا صفقة خاسرة.
وعلى عكس الصورة المرسومة، يعتقد غانم أن الرئيس الأميركي متعاطف من الناحية الإنسانية مع السوريين، وهو على نقيض سلفه أوباما الذي أخلف وعوده وقفز فوق خطوطه الحمراء، وفي هذا السياق، يرى غانم أن ترامب لديه جدية أكثر حيال تنفيذ وعوده، وسبق أن ترجمها بقصف مطار الشعيرات في أبريل 2017 بعد الصور الصادمة لمجزرة الكيماوي في خان شيخون، لكنه في الوقت ذاته يفكر بمنطق رجل الأعمال، ومن هنا يرى أن التدخل الأميركي في سوريا خطوة خاسرة.
وعن تعيين جون بولتون كمستشار للأمن القومي الأميركي، يعتقد غانم أن هذا التعيين يصب ضمن استراتيجية ترامب في سوريا، حيث أن بولتون على الرغم من مواقفه المتشددة تجاه إيران وبشار الأسد، إلا أنه في الوقت ذاته يرى أنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة التفريط بحليف استراتيجي مثل تركيا من أجل استمرار دعم المليشيات الكردية، وهو ما يميل إليه ترامب وعائلته أيضاً، ويخالفهم في ذلك وزارة الدفاع -المتعاطفة مع تلك المليشيات- على حد تعبيره.
ويرى غانم إن مسألة حسم التواجد الأميركي في سوريا معقدة للغاية وقد تطول، حيث أن توجهات الرئيس الأميركي تخالف سياسة البنتاغون والجنرالات الذين يسعون لتثبيت نفوذ واشنطن وتعزيز التواجد الأميركي في سوريا، ويقول: علينا أن ننتظر لنرى ما ستؤول إليه الأمور.
وحول مستقبل مدينة منبج، وهي موضع خلاف كبير بين واشنطن وأنقرة، يعتقد غانم أن المسألة قد تطول، لكنها ستنتهي بانسحاب القوات الأميركية ولو على مضض.
Sorry Comments are closed