أصدق “شبيح” في عصابة الأسد

عدنان عبد الرزاق1 أبريل 2018آخر تحديث :
عدنان عبد الرزاق
اسكت.. وين مفكر حالك” هكذا وبالحرف، رد رئيس مجلس شعب بشار الأسد، حمودة الصباغ، على البرلماني محمد قبنض، حينما أراد الأخير وتحت قبة المجلس، توضيح وجهة نظره ولماذا ساوم مهجري الغوطة، بالماء مقابل الولاء، وربما لو أتاح “المجلس” المجال لقبنض، لأفشى بكل أسرار ذهابه لحدود الغوطة وأنه لولا موافقات الأمن ليعبر بسياراته المغلقة المحملة بالماء، لما استطاع تخطي الحواجز الأمنية وما قام بدور وظيفي، رسمه له النظام بدقة.

ربما، لم يتصرف “مسؤول” أسدي، وفق التعليمات الموضوعة من نظام بشار الأسد، بعفوية، كما فعل عضو مجلس الشعب، محمد قبنض، فالرجل -إن جاز الوصف- طبق دونما زيادة أو نقصان، ما أملته عليه أفرع مخابرات بشار الأسد، بل وظن بتنفيذه التعليمات، أنه يسدي خدمة لسيده الذي انتصر على الحرب الكونية وأذل السوريين الذين فاضوا عن القتل والتهجير. وربما تلقى وعوداً بتبوّؤ حقيبة وزارية، فكفاءات كهذه، هي الأمثل والأكثر تعبيراً عن فكر وذهنية بشار الأسد.

قصارى القول: مذ فضحت المعارضة السورية صنيعة البرلماني قبنض، التي لمن لا يعرف قايض خلالها وأمام كاميرات النظام السوري، مهجري غوطة دمشق الشرقية، المحاصرة منذ خمس سنوات ونيف، عبوة المياه بترديد عبارات تمجّد سيده بشار الأسد “قولوا من رئيسكم، قولوا تسقط أميركا”.

منذ ذاك، بدأ أركان نظام الأسد، يشعرون -ليس بالخجل طبعاً لأن أسدهم يجوّع ويعطّش السوريين- بفضح الخطط والتعليمات التي تعطى لهم، والتي يبررونها، بسلوك فردي، كما جرت العادة، منذ عام 2011، وقت رأينا ركل جيش الأسد لمتظاهري البيضا بريف مدينة بانياس على الساحل السوري، بل والرقص على جثثهم، وتتالت المشاهد لنرى جندياً أسدياً يضرب متظاهراً ويسأله “من ربكم… بدكن حرية”.

وبدأت حملات التملص من صنيعة قبنض على أنها خطيئة لا تتناسب وأفعال نظام الأسد الوديعة، التي لم يُقتل خلالها سوى مليون سوري ويعوّق مليوناً آخر ويهجّر وينزح نصف سكان سورية، لتصل -حملات التملص- قبل يومين، إلى تحت قبة البرلمان، والمطالبة بمعاقبة البرلماني “الضال“.

وطالب “الفنان النائب” عارف الطويل بمعاقبة قبنض، واصفاً فعله “بالأمر الشائن والمعيب بحق النواب جميعاً”. وتتالت حملات الإدانة في مجلس الشعب الشفيف والشفاف، لإسكات العضو قبنض من رئيس المجلس شخصياً.

نهاية القول: لو تغاضينا عن جميع مشاهد محاولة إذلال السوريين المطالبين بالحرية وإنهاء الحكم الديكتاتوري الوراثي الممتد منذ نصف قرن، من ضرب وقتل وتهجير، بل واستمرار سياسة التجويع حتى التركيع، التي اعتمدها الأسد وتجلت دونما لبس خلال حصار مضايا وداريا والغوطة لسنين متواصلة، حتى صارت صور الهياكل العظميةوأكل الأعشاب، مواد دسمة، تتناقلها وكالات أنباء الأشقاء والأصدقاء. لنسأل برلمان الأسد ونظامه سؤالاً واحداً، ما هو مسار “الباصات الخضراء” التي تقوم بأبشع عملية تهجير واقتلاع السكان من بيوتهم وقراهم، على مرأى ومباركة العالم بأسره؟

بمعنى بسيط لمن لا يعرف الجغرافية السورية، لماذا يتم إلزام الباصات التي تقل مهجرين غوطة دمشق قسراً، أن تمر عبر جميع المناطق التي يسيطر عليها الأسد، بما فيها مدن الساحل، والتي لا تقع على الطريق بين دمشق في الجنوب وإدلب في الشمال؟

فهل من إجابة سوى: نريد أن نذل المهجرين وندع أنصارنا يشاهدون انتصارنا على النساء والشيوخ والأطفال.

وهل هذه الصنيعة، تقل عمّا فعله قبنض أو تخرج عن الذهنية والسياسة الأسدية المرسومة؟!

المصدر العربي الجديد
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل