أعرب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن رغبته في بقاء الجيش الأميركي داخل الأراضي السورية، مرجحاً بقاء الأسد في السلطة وعدم الإطاحة به.
وقال ولي العهد السعودي، في حوار مع مجلة “تايم” الأميركية، إنه يعتقد “أن على القوات الأميركية البقاء هناك، على الأقل لفترة متوسطة المدى، إن كان يتعذر بقاؤها لفترة طويلة المدى”.
وحذّر بن سلمان إدارة ترامب قائلاً “إنه في حال قررتم سحب قواتكم من شرقي سوريا، فستفقدون نقطة المراقبة هذه”، قبل أن يضيف، “وهذا الأمر قد يخلق الكثير من الأشياء للمنطقة”، من دون أن يسمي تلك الأشياء، لكن الأغلب أنها تلميح إلى تزايد النفوذ الإيراني داخل سوريا في حال خروج القوات الأميركية.
واعتبر بن سلمان أن وجود القوات الأميركية في سوريا هو آخر جهد للتصدي لإيران، وأن بشار الأسد، ليس من المرجح أن يتم إسقاطه من الحكم، معرباً عن أمله في ألا يتحول الأخير إلى “دمية” بين أيدي طهران. وأضاف “لكني أعتقد أن مصلحة بشار تتمثل في عدم السماح للإيرانيين بفعل كل ما يرغبون في القيام به”.
وتأتي تصريحات ولي العهد السعودي، بعد يوم على إعلان ترامب، أن قوات بلاده ستنسحب قريباً جداً من سوريا، داعياً الأطراف الأخرى إلى أن تهتم بالأمر هناك.
وقال الرئيس الأميركي في كلمته أمام تجمع بولاية أوهايو “إننا بصدد القضاء نهائياً على (داعش). وسنخرج من سوريا قريباً جداً”، مضيفاً: “سنتمكّن من السيطرة على مائة بالمائة من أراضي الخلافة”، في إشارة منه إلى المناطق التي سيطر عليها تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا.
وفي وقت لاحق الجمعة، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين كبيرين بالإدارة الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب يبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات الولايات المتحدة مبكراً من سوريا، وهو الموقف الذي قد يثير خلافات بينه وبين الكثير من كبار مسؤوليه.
وقال المسؤولان بالإدارة إن تصريح ترامب خلال كلمته يعكس مشاورات داخلية مع مستشارين تساءل خلالها عن سبب بقاء القوات الأمريكية بينما يوشك المتشددون على الهزيمة.
وقال مسؤول إن ترامب أوضح أن ”بمجرد تدمير داعش وفلولها فإن الولايات المتحدة ستتطلع إلى لعب دول بالمنطقة دورا أكبر في توفير الأمن والاكتفاء بذلك“.
وقال المسؤول الثاني إن مستشاري ترامب للأمن القومي أبلغوه بأنه ينبغي أن تبقى أعداد قليلة من القوات الأمريكية لعامين على الأقل لتأمين المكاسب التي تحققت بعد هزيمة المتشددين وضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية دائمة.
وذكر المسؤول أن كبار مساعدي ترامب للأمن القومي بحثوا الوضع في سوريا خلال اجتماع بالبيت الأبيض لكنهم لم يستقروا بعد على استراتيجية للقوات الأمريكية في سوريا ليوصوا بها حتى ينفذها ترامب مستقبلا.
وقال المسؤول ”حتى الآن لم يُصدر (ترامب) أمرا بالانسحاب“.
Sorry Comments are closed