68 قتيلاً في عصيان داخل سجن مكتظ في فنزويلا

فريق التحرير30 مارس 2018آخر تحديث :
اهالي سجناء يبكون أبنائهم امام مركز للشرطة في فالنسيا بعد مصرع 68 سجينا في حريق، الاربعاء 28 آذار/مارس 2018 – AFP

أعلنت النيابة الفنزويلية مقتل 68 شخصا الاربعاء في “حريق” داخل المقر الرئيسي للشرطة في فالنسيا بشمال فنزويلا بينما قالت منظمة غير حكومية إنهم سقطوا جراء تمرّد لعشرات المعتقلين.

وبسبب اكتظاظ السجون في فنزويلا، تضطر قوات حفظ النظام لاستخدام مركز الشرطة اماكن اعتقال لفترات طويلة، بينما لا يسمح القانون بتوقيف اي شخص لاكثر من 48 ساعة في هذه المواقع.

وقال النائب العام طارق وليام صعب على تويتر “في مواجهة الأحداث الرهيبة داخل المقر الرئيسي للشرطة في ولاية كارابوبو حيث أسفر حريق عن مقتل 68 شخصا، قمنا بتعيين أربعة مدعين (…) لجلاء حقيقة ما حدث”.

واضاف “بحسب العناصر الاولى من التحقيق، قتل 66 رجلا بالاضافة الى امرأتين كانتا تقومان بزيارة”.

من جهتها، عبرت مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة عن غضبها وقالت في بيان “نشعر بالصدمة إزاء الوفاة المروعة ل68 شخصا على الاقل في فنزويلا بعد حريق اجتاح سجنا في مقر للشرطة”.

واضافت “نحض السلطات الفنزويلية على إجراء تحقيق سريع ودقيق وفعال لمعرفة اسباب هذه الوفيات”.

ودعت المفوضية كراكاس إلى “تأمين التعويضات لعائلات الضحايا، وإذا كان ذلك ممكنا، تحديد المسؤولين وإحضارهم أمام العدالة”.

واعربت عن القلق إزاء تقارير ذكرت إن عناصر من “قوات الامن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق اقارب تجمعوا امام مركز الشرطة … للمطالبة بمعلومات عن احبائهم”. وناشدت السلطات “احترام حق العائلات في الحصول على معلومات وفي التجمع السلمي”.

ويظهر في تسجيل فيديو وضع على تويتر مئات الاشخاص المتجمعين امام مركز الشرطة وهم يطالبون بمعلومات عن اقربائهم، ونساء يبكين بينما تقوم الشرطة باطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.

وقالت دورا بلانكو للصحف المحلية “انني ام يائسة، ابني موقوف هنا منذ اسبوع ولم يعطوني اي معلومات”.

وأكد النائب العام ان النيابة تريد ان “توضح بشكل فوري هذه الحوادث المؤلمة التي احزنت عشرات العائلات الفنزويلية وان تحدد المسؤوليات” في هذه المأساة.

وقبيل ذلك، أعلنت منظمة “نافذة على الحرية” غير الحكومية مقتل 78 شخصًا، معظمهم معتقلون خلال تمرد اندلع صباح الأربعاء في زنزانات مركز الشرطة الرئيسي في فالنسيا عاصمة ولاية كارابوبو.

وقال كارلوس نييتو مدير هذه المنظمة غير الحكومية التي تدافع عن حقوق السجناء، لوكالة فرانس برس إنّ “بعضهم ماتوا احتراقا والبعض الاخر اختناقا”. وتحدث هو ايضا عن مقتل “امرأتين كانتا تقومان بزيارة لسجناء” في المركز نفسه.

وعبر حاكم ولاية كارابوبو عن “استيائه” لكنه لم يعلق على عدد الضحايا. وكتب في تغريدة على تويتر ان “تحقيقا جديا وعميقا بدأ لتحديد اسباب هذه الحوادث المؤسفة والمسؤولين عنها”، مؤكدا تعاطفه مع اسر الضحايا.

وضع متوتر 

قالت المنظمة غير الحكومية ان المأساة حدثت صباح الاربعاء عند محاولة فرار. واضافت ان السجناء اضرموا النار في فرش واستولوا على سلاح احد الحراس.

وظهرت في صور التقطها اعضاء المنظمة جثة محترقة لرجل ورجال الاطفاء يتدخلون لاطفاء الحريق.

وبعد العصيان حاول افراد عائلات عدد من الضحايا اقتحام مركز شرطة فالنسيا. وقالت المنظمة غير الحكومية ان موظفا اصيب بجروح ناجمة عن رشق بالحجارة خلال المواجهات..

وكتب صحافيون محليون على تويتر ان الوضع حول المركز يسوده التوتر، ونشروا لائحة باسماء عشرين شخصا لقوا حتفهم.

وقال نييتو ان هذه المأساة “ليست حادثة معزولة” لان كل مراكز الاعتقال الفنزويلية “تشهد الشروط نفسها من اكتظاظ بالسجناء ونقص الغذاء واسوأ من ذلك”.

واشارت المنظمة غير الحكومية الى ان 62 معتقلا وشرطيين اثنين قتلوا في 2017 في حوادث وكذلك في امراض مرتبطة باوضاع السجون.

واضافت ان السجون تستقبل اكثر من 400 بالمئة من طاقتها الحقيقية.

وكان نحو ستين سجينا فروا لفترة قصيرة في 16 آذار/مارس من سجن في جزيرة مارغاريتا السياحية (شمال) عبر حفرة احدثوها في جدار.

وفي آب/اغسطس 2017، اسفر عصيان عن مقتل 37 شخصا وجرح 14 آخرين في مركز للشرطة في ولاية الامازون (جنوب).

وتمثل السجون المكتظة مشكلة في عدد من دول اميركا اللاتينية. فقد اندلع حريق عام 2005 في سجن في مدينة هيغوي بشرق في جمهورية الدومينيكان أدى إلى مقتل 135 شخصا، فيما لقي 111 سجينا في البرازيل مصرعهم لدى محاولة قوات الامن السيطرة على عصيان في سجن كبير قرب ساوباولو عام 1992.

المصدر AFP
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل